لفت رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، خلال ترؤسه قداسًا إحتفاليًّا، في كنيسة مار الياس الغيور في شكا، بمناسبة عيد مار الياس شفيع الكنيسة، إلى أنّ "المحبة تبقى هي السائدة بين شرائح المجتمع اللبناني"، داعيًا إلى "ترسخ ثقافة العيش المشترك والسلام، لكي يتمكّن اللبنانيون من نبذ الفتن والتطرف".
وأعرب عن أمله من المسؤولين والقيادات السياسية "وقف المهاترات والتصريحات غير البنّاءة، والعمل الجدي بين الكتل السياسيّة والنيابيّة حول مبادرة إنقاذيّة للوصول إلى خطة تسهم في وضع البلاد على سكة الخلاص، لكي يستقيم الوضعان الاجتماعي والاقتصادي، بالتزامن مع قرار وطني جامع يجنّب لبنان الأزمة الّتي يعانيها".
وركّز المطران ضاهر على أنّ "النبي إيليا شخصيّة عظيمة في العهد القديم، وقد عاش في القرن التاسع قبل الميلاد. ويقول لنا سفر الملوك أن "يدَ الرب كانت مع إيليا"، موضحًا أنّ "الله قد أجرى على يده الكثير من العجائب، وخصوصًا أعجوبة جبل الكرمل مع أنبياء البعل الّذين تغلّب عليهم، وقد نزلت نار الرب على ذبيحة إيليا بعد أن صلّى قائلًا: "أجبني يا رب أجبني، ليعلم هذا الشعب أنك، أيها الرب، أنت الاله". فهبطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب. أمّا ذبيحة كهنة البعل فلم تحرق، وكانوا يصلّون من الصباح حتّى الظهر، ولا أحد يستجيب لهم لأنّ الأصنام أصنام وليست آلهة".
ونوّه إلى أنّ "النبي إيليا هو رجل الله، عرف الحقيقة وشهد لها بغيرة واندفاع، ودعا شعبه إلى عبادة الاله الحقيقي. والخلاص يشمل كلّ الشعوب وليس حكرًا على فئة دون أُخرى. النبي إيليا آمن بحضور الرب في حياته، وكان أمينًا له ولتعاليمه. إنّه أعظم أنبياء العهد القديم، وقد اشتهر بأمانة لكلمة الرب للرسالة التي عهدت إليه"، مشيرًا إلى أنّ "عيد النبي إيليا مناسبة لنا جميعا لنتذكّر دورنا كأنبياء الرب حاملي البشرى. وها هو الرب الاله قد تجسد وأصبح إنسانًا، وجاء لخلاص كلّ واحد فينا".
وشدّد ضاهر على أنّ "اليوم وفي ذكرى النبي إيليا، ندرك كم نحن بحاجة إلى أنبياء يسمعون صوت الله في عالم صمّ أذنيه عن صوته، إلى أنبياء يعملون بحسب إرادته في عالم لا يفتأ يخالفها. عالمنا بحاجة الى أنبياء: كلمتهم من الإنجيل، وقولهم من لدن العلي، وحياتهم أنشودة لمجد الرب".