اكد العلامة الشيخ عفيف النابلسي اننا بحاجة إلى لغة المسيح مع الفلسطينيين، قائلا "كل الأحداث في المنطقة تشي بأن هناك إرادة أميركية إسرائيلية تتوافق معها بعض الأنظمة العربية للضغط على الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته". واضاف: لقد نجحت التطورات الهائلة التي بدأت عام 2010 في العالم العربي في محاصرة الشعب الفلسطيني والتأثير عليه ليقبل بالشروط الإسرائيلية للتسوية، لكنها، أي هذه التطورات ،كانت فرصة لترفع المقاومة الفلسطينية بدعم مباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله إمكاناتها التسليحية وقدراتها البشرية، ولتجعل هذا الشعب أكثر صلابة في مواجهة مشاريع توطينه وتهجيره وكيّ وعيه وشلّ إرادته وفي الوقت الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية بإجراءات تعسفية نشاهدها يومياً على شاشات التلفزة، وفي الوقت الذي تقوم به الإدارة الأمريكية بتسويق صفقة القرن، وفي الوقت الذي تقوم به بعض الأنظمة العربية بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، قام وزير العمل اللبناني بتصرف بعيد عن الحكمة يأتي في سياق كل ما سبقَ ذكره.
وسأل النابلسي "كيف يمكن أن يتفق قرار وزير العمل مع الأمن والاستقرار في لبنان؟ في وقت يمرُ فيه لبنان بأزمات وخضات خطيرة. وكيف ينسجم ذلك مع حقوق الإنسان التي يتغنى لبنان بالدفاع عنها؟ وكيف يتناسب ذلك مع ازدياد التحديات على الفلسطينيين لتوطينهم في إطار صفقة القرن؟
وتابع وكيف يبدو هذا القرار عادياً في ظل الأزمة الإقتصادية اللبنانية والحديث عن انهيار كبير وكأن هناك مَنْ يدفع لتعميق الأزمة أكثر من خلال دفع الفلسطينيين للمقاطعة وسحب الأموال من البنوك والامتناع عن التجارة والمشاركة مع قسم غير قليل من اللبنانيين الذين تتوقف مصالحهم على هذه الشراكة؟ وتساءل كيف يستقيم هذا القرار مع مصلحة المجتمع الذي تتلبسه فكرة التعايش كفكرة أساسية تحفظ التوازن، وكأن هناك من يدفع إلى فتنة فلسطينية _ لبنانية، ومن يريد إعادة استحضار أجواء الحرب ومناخاتها السلبية ؟و كيف يُضحي هذا القرار إلتزاماً بالقوانين اللبنانية في وقت يخضع الفلسطيني لأبشع أنواع الاضطهاد الاجتماعي والحصار الأمني.