أكد رئيس أساقفة بيروت الموارنة السابق المطران بولس مطر "أنني أسأل هل لدينا أصنام نعبدها من دون الله؟ بالتأكيد. هناك صنم اسمه صنم المصلحة الخاصة على حساب مصلحة الشعب، هذا حرام"، مشيراً الى أنه "علينا كلنا العمل معا من أجل وطن واحد ومن أجل كل أبناء الوطن، الفقير والغني ليتعاونوا وللعيش معا، نعم في لبنان المصلحة الخاصة تفوق المصلحة العامة. نعم المصلحة الخاصة هي صنم. نطلب من مار الياس مساعدتنا لتحطيم هذا الصنم، فنعود لعبادة ربّنا العبادة الحقيقيّة فنهتم بعضنا بعضًا الإهتمام الحقيقي"، لافتاً الى أن "هناك صنم السلطة أُريد السلطة حتى لو تحقق ذلك على جثث البشر، أنا أريد السلطة والحكم حتى لو مات الناس كلّهم. لكن ربّنا يقول لنا أن الحكم هو خدمة".
وخلال ترؤسه الذبيحة الإلهية باحتفال بحمدون بعيد مار الياس النبيّ شفيعها أوضح المطران مطر "أنني أحمل معي اليوم ، في صباح هذا العيد المبارك، عيد مار الياس الحيّ، سلام وبركة رئيس أساقفة بيروت الجديد المطران بولس عبد الساتر الساميّ الإحترام. نصلّي من أجله وعلى نيّته ليوّفقه الله في الرسالة الجديدة التي يحملها، بإسم الربّ يسوع المسيح وبإسم الكنيسة".
وأوضح المطران مطر "أننا اليوم نصلّي ونقدّم القدّاس على نيّة بحمدون وأهلها وعلى نيّة عائلتي المرحوم الوزير ميشال ضوط وحبيبنا الوزير ميشال إده، نصلّي على نيّة هاتين العائلتين اللتين لهما أيادٍ بيضاء في بناء كنيسة مار الياس في بحمدون للمرة الأولى وإعادة بنائها بعد الحرّب مرّة ثانيّة، علامة إيمان بالربّ وإيمان وثقة بالمستقبل ومستقبل كنيستنا على هذه الأرض المباركة والمقدّسة. نطلب للعائلتين التوفيق ولمرضاهم الشفاء. أفراد عائلتي ضوط وإده يشهدون الشهادة الحسنة للربّ يسوع المسيح. وفي صلاتنا نطلب من الله سلامًا لهذه المنطقة وعودتها إلى سابق عزّها وفرحها وليعود لبنان بقوّة الله ونعمته. نحن بإستطاعتنا الصلاة والطلب من الله التدخل ليرمي سلامه بكلّ الربوع والقلوب".
وأكد أن "عيد مار الياس عيد عزيز، لأن هذا النبيّ هو من أعظم أنبياء التاريخ. عندما تجلّى الربّ يسوع على جبل طابور، أمام ثلاثة من تلامذته: بطرس ويعقوب ويوحنّا، مَن كان معه بحسب ما يقول الإنجيل؟ كان معه موسى وإيليّا، أكبر نبيّين بالعهد القديم. موسى أخرج شعب بني إسرائيل من عبوديّة مصر وأخذه عبر صحراء سيناء إلى أرض ميعاده، ليس ليتمّلك الأرض، بل لعيش عليها إيمانه ولكي يعبد الله بحرّيّة، وليّحضّر مجيء المسيح. الشعب القديم مبارك، لأنه يحّضّر مجيء المسيح، الذي معه لم يعد هناك شعب مبارك، بل كلّ الشعوب مباركة بكنيسة المسيح"، مشيراً الى "أننا نقول بصلاتنا: سبّحوا الربّ يا جميع الشعوب. ليس هناك شعب مختار إلا من أجل مهمة، وعندما تنتهي المهمة، الأغختيار يكون للناس كلّهم. ولكن بعدما دخل الشعب ليعيش حريته في أرض الميعاد،إنقسم هذا الشعب إلى مملكتين ونسوا ربّهم وعبدوا الأصنام، عادوا وثنّا. كلّ تعب موسى والربّ وكلّ العذاب الذي حصل في صحراء سيناء واهتمام الله بهم كاد يختفي. لقد إعتاد الشعب على ما هو سهل. ربّنا أرسل إيليّا بغيرته ليرّد الأمور إلى نصابها وليرّد الشعب إلى عبادة ربّه وليحطّم الأصنام، التي ليست الله. حصلت معركة بين إيليّا وعَبَدة الأصنام. إيليّا تحدّى كهنة البعل والأصنام، فقال لهم: أعدّوا مذبحًا لكم واطلبوا من ألهتكم أن تُنزل النار على الذبيحة، إذا كانت آلهتكم ألهة. وأن أعدّ ذبيحة وأطلب من إلهي أن يُنزل النار. هم صلّوا ساعات طويلة، في حين أن إيليّا سجد وقال: إستجبني يا ربّ، ثلاث مرّات. نزلت النار وظهر الإله الحقيقي. وبعد ذلك عاد الناس إلى عبادة الربّ، بفضل إيليّا النبيّ ومحبذته للربّ. لن أُطيل، لكن قصة إيليا جميلة جدًا. المطر إنحبس ثلاث سنوات بغضب من ربّنا، عاد إيليّا وصلّى وأعاد المطر، ليعطيهم فرصة للعودة إلى الله".