لفت الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الآباتي نعمة الله الهاشم، خلال ترؤسه القداس الإلهي في الذكرى السنوية لشفاء نهاد الشامي، الى أن "هذه الذكرى الشهرية تتلاقى مع عيد القديس شربل. ونحن إجتمعنا لديه لنجدد إيماننا بنعم ربنا، لنجدد ايمانا بالنعم التي تحققت من خلال قداسة القديس شربل والتزامه بإيمانه، من خلال عيشه لملكوت الله وتحقيقه لهذا الملكوت في ذاته وحوله"، مشيرا الى "أننا سمعنا بالإنجيل وصية يسوع لتلامذته، ومن خلالهم لكل مؤمن، هو يوصيهم بالتبشير بملكوت الله، مع قطع النظر اذا قبلت هذه البشارة أم لا".
وأوضح الآباتي الهاشم أن "الملكوت هو حالة الخلاص التي يعيشها الإنسان عندما يسلم نفسه لله، وعندما يعرف أن الله هو الملك على حياتنا، وهي حالة داخلية نعيشها في ذاتنا عندما يكون ربنا ملك القلوب، ونخرج من قلبنا كل بغض وانانية واستغلال للآخرين ونضع بدلا منهم محبة الله والآخرين ونعمل لخيرهم وللسلام في حياتهم، هكذا نكون أبناء الملكوت، ونعيش الملكوت الذي طلب من ربنا أن نبشر به"، مشددا على أن "الملكوت يبدأ في قلبنا وحياتنا الشخصية وفي قلب عائلتنا، يبدأ مع الجيران والمجتمع ومع الوطن".
وذكر أنه "هكذا عاش القديس شربل، حارب الشر والأفكار التي تقاوم الانسان والتي تأتي من قلبه. سلم حياته لربنا فتحقق فيه الملكوت ومن خلاله يعم الخير في لبنان وفي كل العالم وكل من يلتجئ له، من يعرفه ومن لا يعرفه، هكذا نزرع الخير ونعيش إيماننا".
وأكد الهاشم "أننا نقدم صلاتنا ونوايانا لعيش ملكوت الله، نقدم الصعاب ونوايا الخير والشفاء والسلام وراحة البال، نضعهم على المذبح وربنا يعود بالخير على جميع الذين يحبونه، هو يرد لنا نوايانا بالخير ويحول هذه النوايا لخيرنا وخير مجتمعنا ووطنا وكنيستنا"، مضيفا: "القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس سيغادرنا ليكمل مسيرته في الكنيسة الجامعة، هو صديق لعنايا واختارته الكنيسة ليكمل رسالته في روما، نرافقه في الصلاة ليبقى عاملا مخلصا للملكوت".
يذكر أن رئيس دير مار مارون عنايا الآباتي طنوس نعمة والسفير البابوي جوزيف سبيتاري، شاركا في هذا القداس الشهري.