اشار النائب البطريركي العام لابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا خلال الاحتفال بعيد القديس شربل في قداس اقيم في كنيسة القديس شربل في ادونيس، الى ان "عيد مار شربل عيد مميز في كنيستنا المارونية ليس في لبنان فقط بل أبعد من ذلك بكثير، كان صوت المسيح في صمته وصلاته وعزلته الطويلة وتواضعه وعمق ايمانه..أعلن حضور الله في حياته من خلال الصمت، فكان صوتا مصغيا الى ارادة الله من خلال الصلاة تمجيدا وشكرا".
ولفت الى ان "الناس عادة يشعرون بحضور الله الذي لا يدرك الا من خلال الآيات والعجائب التي يجريها الله على يد الانقياء والشفعاء من القديسين والشهداء. ومار شربل تميز بعجائبه التي عمت العالم". وتابع: "شربل نبي الله بالصمت المصغي الى ارادته. في دعوة يسوع لتلاميذه الرسل الاثني عشر تركيز على اهمية نمو المعرفة والاعتراف بعدم قدرة الانسان لامتلاك الله. وفي الصمت ايضا توبة وانسحاق بالمحبة"، لافتا الى ان شربل "الذي تتلمذ ليسوع بصمته وصدق ايمانه وادراك روحانيته اصبح نبيا للعهد الجديد يعلن حضور الله عبر صمته المصغي. كان حواره مع الله حوار العاشق مع حبيبه. ولو لم يكن كذلك لما استطاع ان يحتمل سنوات العزلة الطويلة في محبسة مار بطرس وبولس/عنايا مدة ثلاث وعشرين سنة، ولم تكن عزلته وصمته حالة مرضية دفعته للهروب من الاهل والاصحاب، بقدر ما كانت دخولا عميقا في عالم الله".
واعتبر انه "في صلاة شربل غوص في عمق صلاة الابانا التي علمنا اياها يسوع في عظته على الجبل ...وهو في عزلته الطويلة كان يحاكي الله بصلاة الابانا...حيث مهما اختلفنا يبقى لنا اب واحد". ودعا الى "المثابرة على الصلاة والتسلح بالمسبحة واكرام مريم العذراء لانه بالمنطق والتحليل والعقل يدرك الانسان الحقيقة، وبالايمان والصلاة تدرك الروح محبة الله وسر الكون".