ذكرت معلومات لصحيفة "الجمهورية" أن وفد حركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي في الحركة عزت الرشق، الذي التقى رئيس الحكومة سعد الحريري يوم الجمعة الماضي، شرح له مخاطر خطوة وزير العمل كميل ابو سليمان، وتوقف عند ما سمّاه توقيتها المشبوه ومساهمتها في اسقاط صفة اللاجئ عن الفلسطينيين الموجودين في لبنان، وضربها الحوار اللبناني- الفلسطيني الذي كان قد انطلق في السراي برعاية الحريري ورئاسة الوزير السابق حسن منيمنة، بحيث بدا كأنّها تحاول استباق نتائج الحوار وفرض أمر واقع عليه، خصوصاً أنّ الحقوق الانسانية والاجتماعية للاجئين مدرجة أصلا في جدول الأعمال".
ولفتت الصحيفة الى أن الحريري سعى الى التخفيف من وطأة قرار وزير العمل ودلالاته، فقال لوفد "حماس": "الوزير كميل ابو سليمان ما عنده خبرة كافية، وهو كان عايش برّا. ما تشدّوا عليه كتير، وأنا في اول اجتماع لمجلس الوزراء سأدفع في اتجاه اصدار مرسوم يُنصف العامل الفلسطيني، بس هلق خلينا نمرّر الموازنة، وطولوا بالكم".
وأبلغ ممثلو "حماس" الى الحريري انّ الفلسطينيين تلقّوا بكثير من الارتياح والتقدير قوله خلال الجلسة العامة في مجلس النواب إنّ الملف صار عنده، وانّه سيطرحه على مجلس الوزراء، "إلّا انّ وزير العمل وبدل ان يكحلها عماها خلال اطلالته عبر احدى المحطات التلفزيونية".
ومن جديد، حاول الحريري احتواء الامر، مخاطباً ضيوفه بالقول: "أحياناً، يخونه التعبير للوزير ابو سليمان ولا يوفق في اختيار عباراته".
وإزاء محاولة الحريري تبسيط مغزى قرار ابو سليمان، لفت الوفد الى انّ اتهام رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع "حزب الله" وحركة "حماس" بالوقوف وراء التحرّكات الاحتجاجية في المخيمات، انما يثبت أنّ المسألة هي سياسية أساساً ولا تتعلق بتطبيق القوانين، فأجاب الحريري معلقاً على موقف جعجع: "الحكيم لم يكن حكيماً".
وأكد مصدر قيادي في "حماس" لـ"الجمهورية"، أن "الاستنتاجات السياسية التي ذهب اليها جعجع تهدف الى تأمين تغطية وزيره وصرف الأنظار عن الغاية الحقيقية الكامنة خلف القرار المجحف، والذي يندرج في إطار التمهيد لتطبيق صفقة القرن"، معتبرا أن "جعجع يبكي علينا، فيما وزيره يتولّى ذبحنا.. نحن لا تهمنا دموع التماسيح، بل نراقب اسنانها".
ولفت الى انّ "صفقة القرن" ترمي في ما يتعلق بلبنان الى تهجير جزء من الفلسطينيين تحت وطأة المضايقات ومنعهم من العمل، وتوطين الجزء الآخر بعدما يكون قد جرى تخفيض عدده لتسهيل التذويب، "وبالتالي، فانّ ما فعله وزير العمل يصبّ في اتجاه التهجير الذي يمهّد لتوطين من سيبقى"، ملاحظاً انّ هناك فريقاً لبنانياً ينسجم في سلوكه مع السياسة الاميركية التي سبق لها ان فرضت على "الاونروا" وقف توظيف الفلسطينيين.
وأشار الى انّ "ابو سليمان وضع شروطاً معقّدة ليستحصل الفلسطيني على إجازة عمل، كمن لا يريد تزويج ابنته فيرفع مهرها"، مشدداً على انّ "الفلسطينيين الذين أتوا قسراً الى لبنان هم لاجئون ولديهم وضع خاص، وقد استقبلهم الرئيس بشارة الخوري بشعار "اهلاً بكم في وطنكم الثاني لبنان"، فلماذا يريد وزير العمل ان يعاملنا فجأة كأجانب، مع ما يعنيه ذلك من اسقاط لصفة اللاجئ، وبالتالي ضرب حق العودة؟".
واستغرب المصدر المزاجية الرسمية في اعتماد المعايير، "إذ تارة يرفضون اعتبار الفلسطينيين أجانب حتى لا يسمحوا لهم بالاستفادة من قانون التملّك، وطوراً يعاملونهم كذلك حتى يضيّقوا عليهم فرص العمل"، داعياً الى اعتماد معيار اللجوء أداة قياس وحيدة.
وشدّد المصدر القيادي في "حماس" على انّ "الاحتلال الاسرائيلي هو المسؤول عن معاناة اللاجئين، وبالتالي يجب ان تبقى معادلة الصراع فلسطينية- اسرائيلية، فلا تصبح فلسطينية- لبنانية او عربية، وهذا يحتّم علينا ان نكون في خندق واحد مع اللبنانيين وان نضع استراتيجية مشتركة لمواجهة خطري التهجير والتوطين".