أشارت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية في تقرير حول تصاعد العداء ضد السوريين اللاجئين في لبنان، إلى انه "على الرغم من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استطاع استعادة معظم الأراضي السورية بدعم من روسيا وإيران، إلا أن القتال لا يزال محتدما في الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة والتي يغلب عليها الطابع الجهادي".
وأوضحت ان "الدول الغربية أنفقت المليارات من الدولارات كمساعدات للسوريين اللاجئين في دول الجوار والداخل السوري خوفا من موجه جديدة من الهجرة كالتي شهدتها أوروبا في عام 2015، وعلى الرغم من ذلك ومع دخول الحرب سنتها التاسعة لا تزال دول الجوار وخصوصا لبنان تشتكي من الضغوط والأزمة التي سببها العدد الكبير من اللاجئين السوريين على التعليم والصحة والبنية التحتية".
ولفتت إلى ان "السياسيين ذوي الميول اليمينية يلقون باللوم على اللاجئين في الأزمة الاقتصاية، وتنقل عن وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، قوله " لا يوجد مبرر لبقاء السوريين في لبنان" ويبرر ذلك بأن " البلد يواجه مؤامرة لإبقاء السوريين في لبنان". وحملت لافتات حزبه عبارات تقول "سوريا أصبحت آمنه لا نستطيع التحمل أكثر من ذلك".
وأضافت ان "جماعات حقوق الإنسان ترفض هذه المطالبات وتقول إن الاحتجاز التعسفي لايزال واسع الانتشار كما أن السوريين يواجهون التجنيد العسكري الإلزامي عند عودتهم. كما أن منتقدي وزير الخارجية يقولون أن الوزير يلقي باللوم في فشل الحكومة "في مواجهة البطالة وغلاء المعيشة" على اللاجئين، وأن السوريين يستخدمون كبش فداء".
ورأت ان "السوريين الفقراء المقيمين في المخيمات هم الأكثر ضعفا، حيث أصدرت الحكومة قرارا بهدم جميع مساكن اللاجئين التي بنيت بدون تصريح، وألقت قوات الأمن القبض على من لا يملكون تصاريح إقامة على الرغم من أنه من الصعب جدا الحصول عليها إذ أن 80% من السوريين لا يحملون تلك التصاريح، ويتعرض عدد كبير منهم للترحيل إلى سوريا".