لفت نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة، في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الحادي عشر لخريجي كليات الهندسة والعمارة في الشمال، الّذي نظّمته اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس، إلى أنّ "اختيار التخصّص الجامعي من القرارات المهمّة الّتي نتّخذها بشكل مبكر في حياتنا"، منوّهًا إلى "أنّنا نبارك لجميع الطلاب الّذين اختاروا هذه المهنة، ولا نبالغ إذا قلنا إنّ المهندس هو الّذي يخطّ بيده وثمرة فكره وضع تاريخ الإنسانية، فكلّ شواهد الأرض الّتي أنشأها الإنسان تشير إلى مهندس ما، فالمجتمعات المتحضّرة تكرّم رجال العلم والمعرفة وذهنيّة المهندس وتصوّراته، فالمهندس ليس معنيًّا فقط بالإعمار والاستثمارات، بل معني أيضًا بوضع استراتيجيّات خاصّة بالتنمية في جميع مجالاتها".
وتوجه إلى "الطلاب المبدعين"، مركّزًا على أنّ "لبنان لا يمكن أن يُبنى ولا ترتفع رايته ولا يرسو استقراره على برّ آمن، إلّا من خلال ثروة حقيقيّة تتمثّل بكم، بالجيل الشبابي الّذي يتخرّج اليوم ويقدّم مشاريعه الّتي ستنقلكم من حياة لحياة"، مؤكّدًا أنّ "اختلافها في شتّى الاختصاصات، يساعدنا على تلافي النظرة الأحاديّة لمستقبل مجتمعنا، فنحن كمهندسين جزء من هذا البناء الكلي، لا تزال تعاني من مشاكل بنيويّة كثيرة وواجبنا المساهمة في إيجاد الحلول، كلّ من موقعه".
وأوضح زيادة "أنّنا نعلم تمامًا الضائقة الاقتصاديّة الّتي يمرّ بها لبنان، ونعلم ما هي عليه أسواق العمل الحالية إن في لبنان أو الدول العربية ولا سيما بالنسبة لمهندسينا. والحديث عن البطالة بات مملًّا وبات مقبرة لعقول المبدعين منكم. لذلك شقّوا بعصاكم بحر اليأس وأوجدوا سوق عملكم بمشاريعكم وبمبادرتكم الفردية، لنمح معًا خطايا اقتصادنا التقليدي، بالانفتاح على الاقتصادات الجديدة، ليس اقتصاد المعرفة فحسب بل اقتصاد المبادرات الفرديّة والاقتصاد الإنتاجي الفعلي لا الريعي الّذي بإمكانه أن يخلق توظيفات جديدة لنا".
وشدّد على أنّ "ما نحتاج فعليًّا إليه هو ضرب كلّ ائتلاف معوّق للنمو، لذلك أخاطبكم اليوم كنقيب للمهندسين: لا تتّكلوا على اقتصاد دولتكم الّتي أقرّت موازنة تقشفية، إن اقتصادنا لم يعد بحاجة إلّا إلى شباب يملكون حلمًا للتغيير والتطوير، ويملكون مشاريع فعلية للنهوض". وبيّن "أنّنا كنقابة مهندسين في الشمال، دأبنا على أن نلتقي في مثل هذه المناسبات سنويًّا، لتكريمكم وتشجيعكم والربط بين الجامعة وسوق العمل، وإرشادكم ومساعدتكم في مختلف المجالات، وتوفير بيئة عمل ودعم لمشاريعكم لتصبحوا عونًا لهذا المجتمع. ولكنّنا مدعوّون جميعًا وبعد التنسيق مع الجميع، إلى ضرورة المحافظة على جودة التعليم الهندسي كما عهدناه سابقًا، ومراجعة تشريع لكميّات كبيرة من كليّات الهندسة في الجامعات اللبنانية أو المتوجدة على الأراضي اللبنانية".
وذكر أنّ "تحصين هذه الخطوات يجب أن يكون برعاية الجميع، فلبنان مشهود له بتخريج خيرة المهندسين، الّذين لمعوا في أصقاع الأرض العربيّة والعالميّة، ومن هنا فإنّنا لا نخاف من العدد الكبير للمهندسين ولكن نخشى المستوى التعليمي المنخفض".