رأى وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني، في كلمة ألقاها خلال رعايته حفل تخرج طلاب الجامعة العربية المفتوحة اليوم في "البيال"، أن لبنان والمنطقة العربية "يواجهان كغيرهما من دول العالم العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها المتغيرات العالمية والتطورات التكنولوجية، وهذه المستجدات بما تتضمنه من إيجابيات وسلبيات لا يمكن لنا تجنبها، بل ينبغي التعامل معها لا بل والاستفادة منها".
وأشار إلى أنه "من هنا أهمية التأقلم مع التغيرات واستباق التطورات والتركيز على ميزاتنا التنافسية التي تمكننا من لعب دور مهم لحجز مكانة لنا على خريطة الامم المتقدمة، لأنه غالبا ما يقاس تطور الأمم في ضوء المكانة التي تحتلها مؤسساتها التربوية والتعليمية، بإعتبارها البيئة العلمية المؤهلة لإمداد الوطن بالموارد البشرية القادرة على تحقيق التقدم في كافة ميادين الحياة. وفي عصر الثورة الصناعية الرابعة، فان وتيرة التطور الاقتصادي والتكنولوجي وحاجات سوق العمل أسرع بكثير من وتيرة تطور مناهج التعليم وسرعة التكنولوجيا يصعب مجاراتها في المناهج او في الممارسة اليومية".
وتوجه الى الطلاب بالقول: "جيلكم يدخل معترك الحياة العملية في حقبة التحولات الجذرية في الاقتصاد والمجتمع وفرص العمل، وفي عالم بات محكوما بالتكنولوجيا في كل مرفق من مرافق الحياة، وباتت علاقتنا مع الآلة نوعية وتحولية وصارت الآلة تلعب دورا أساسيا في دعم الإنسان وأحيانا تحل محله، وفي مجتمع دخلت فيه في حياتنا اليومية مصطلحات جديدة وثورية مثل IOT وRobotics وblockchain إلخ إلخ"، معتبراً أن "هذه التحولات وان كانت تحمل في طياتها الكثير من التحديات، الا انها تشكل فرصا مثيرة وفريدة للجيل الجديد وإمكانات لا حدود لها للنمو والنجاح والازدهار، ولذلك أقول لكم اليوم ان التطورات التكنولوجية قد حولت العالم الى قرية صغيرة وجعلت هذه الفرص في متناول ايديكم فاغتنموها ولا تفوتها. ولذلك أقول لكم في ظل التغييرات العالمية التي تحدث على الصعيد الأكاديمي والتكنولوجي، عليكم أن تكونوا شجعانا في تلقف هذه الفرصة وأن تكونوا على إستعداد للتكيف مع التغييرات التي يتطلبها سوق العمل، حيث تشير الاحصاءات والدراسات إلى أن العديد من المهن سيتراجع الطلب عليها في السنوات القادمة، مقابل زيادة فرص العمل في مهن أخرى، خصوصا تلك التي تتعاطى في إقتصاد المعرفة، لذلك يجب أن تضعوا في حسبانكم أن روح المبادرة هي سبيلكم الانجح لترجمة المعرفة والمهارات التي إكتسبتموها إلى صور ونماذج من الابداع والابتكار في سبيل خدمة بلدنا لبنان".
ورأى أن "ما يحتاجه لبنان خصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي نعيشها، هو خلق فرص عمل جديدة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال رفع معدلات النمو، وأكدت التجارب أن تنويع مصادر النمو ضروري لتحصين اقتصاداتنا الوطنية في مواجهة الخضات والأزمات، وهذا يتطلب تأمين بنية تحتية عصرية تسمح بتطوير القطاعات الإنتاجية التقليدية ورفع مستوى إنتاجيتها، كما تسمح للقطاعات والنشاطات الإنتاجية الجديدة المبنية على المعرفة والابتكار، بالازدهار والانتشار وتغيير أساليب عملنا كحكومات ومؤسسات عامة".
وشدد على أن "كوكبنا كله بات محكوما بالتكنولوجيا الرقمية بكافة أشكالها، حتى أن الاقتصادات المتقدمة، لم تكن لتحقق خطوات أوسع في مسار تطورها، فيما لو لم تعتمد على التكنولوجيا عموما، والتكنولوجيا الرقمية خصوصا، وانطلاقا من هذه العلاقة، أريد التأكيد مجددا على ترابط العلاقة بين اقتصاد المعرفة وبين النمو الإقتصادي، ففي عصر الثورة الصناعية الرابعة التي نمر بها باتت التكنولوجيا مندمجة مع كل المرافق الاقتصادية وهي العامل الأهم الذي يفعل الاقتصاد ويؤثر في نمو المؤسسات الخاصة والعامة".
ورأى أن "إنشاء وزارة الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا يدل على أهميتها ودورها في بناء اقتصاد المعرفة، ودعم القطاع الخاص لبناء إقتصاد رقمي مزدهر يستقطب الاستثمارات، ولتحقيق التحول الرقمي في الاقتصاد. ونحن كوزارة نملك مخططا واضحا وخارطة طريق، لكننا نعي أيضا أنه لا يمكننا النجاح من دون العمل مع الشباب ومع القطاعين العام والخاص، ومع المغتربين اللبنانيين لتحقيق هذا الطموح، لذلك أدعو للتكامل والتعاون مع بعضنا البعض لأن ما نسعى إليه كوزارة وكحكومة هو هدف واحد يتمثل في تحقيق النصر على الركود والجمود في أسواق العمل وزيادة النمو الاقتصادي في لبنان".
وأكد "أن وزارة الاستثمار والتكنولوجيا تشبه الطلاب الذين نحتفل بتخرجهم اليوم، فهي أيضا لا تزال خريجة جديدة، إستلمت شهادتها للبدء بمشوارها العملي منذ خمسة أشهر، وهي تمتلك الكثير من الافكار والمشاريع التي ستظهر في الايام القادمة لتثبيت مفهوم إقتصاد المعرفة في لبنان، وجعل تحولاته مألوفة لدى كل فئات الشعب اللبناني وليس لدى الشباب فقط، وأشدد على أننا مثلكم نملك الطموح والارادة لتحقيق ما نصبو إليه، لذلك أتمنى التوفيق لنا ولأبنائنا الخريجين وأقول لهم الف مبروك".