شدّد رئيس "جمعية عدل ورحمة" الأب الدكتور نجيب بعقليني، خلال ندوة نُظّمت ضمن إطار سلسلة الندوات الّتي تقيمها مكتبة السلطان سليم الحراق في إجبع، خلال معرض الكتاب، على أنّ "عمل الكنيسة الراعوي يتمّ تدريجيًّا، بحيث يرافق العائلة ويتابعها خطوة بخطوة في مختلف مراحل تنشئتها وتقدُّمها"، مركّزًا على أهميّة "التحلّي بالثقة والفرح والإيمان والالتزام لمواجهة التحديات الّتي تعترض حياة العائلة".
ولفت إلى أنّ "الأمثال الشعبيّة المتداولة بين الناس تعطي انطباعًا سيّئًا عن واقع الزواج، وتدعو إلى العزوف عن الالتزام وبخاصّة في خبرات الزواج المتعثّرة"، منوّهًا إلى أنّ "الالتزام بالمبادئ والقيم والقوّة الروحيّة الّتي يعطيها الزواج كسرّ مقدّس مؤسّس على السيد المسيح في الكنيسة، هو مصدر فرح للعائلات وغنى روحي يحمي الزواج ويؤمّن ديمومته".
وأشار الأب بعقليني، في إطار مناقشة تناولت موضوع الأنجلة الجديدة انطلاقًا من المجمع الخاص الّذي عقده أساقفة الكاثوليك في العالم مع البابا بنديكتوس السادس عشر من أجل كنائس الكاثوليك في الشرق الأوسط، إلى "دور مراكز الإعداد للزواج في مساعدة العائلات على مواجهة التحديات المستجدّة في بلدان الانتشار والاغتراب -كما في لبنان- في ما يتعرّضون له من إغراق فكري وعادات غريبة وتيارات بدع مختلفة"، مؤكّدًا "ضرورة العودة إلى الجذور والينابيع، أي العودة المطلقة إلى السيد المسيح وتعاليمه واللقاء به".
كما دعا إلى "حسن استعمال جميع الوسائل من أجل حياة كريمة وذكر منها: الإعلام، الاقتصاد، الحياة الاجتماعيّة والأخلاقيّة، الأبحاث العلميّة، الحياة السياسيّة، حوار الأديان والثقافات وممارسة العدالة والسلام واحترام حقوق الإنسان". وبيّن أنّ "الذين عرف ذووهم خبرة زواج متعثّر انتهى بالطلاق، هم مدعوون إلى عيش ملء حياتهم والانطلاق إلى تأسيس عائلات مسيحيّة متينة وقويّة".
أمّا حول ما يتداول بين الناس عن تدخّل سلطة المال والنفوذ في المحاكم الروحية واثره في البتّ في دعاوى بطلان الزواج، فدعا الأب بعقليني إلى "التمسّك بالضمير لدى المسؤولين في المحاكم الروحية والاحتكام إلى تعاليم الكنيسة المقدسة والعمل الدؤوب لحماية العائلة والحفاظ على خيرها الأسمى".
وعن تعليم البابا القديس يوحنا بولس الثاني في كتابه "حب ومسؤولية" الّذي أتى ثمرة لقاءاته المتعدّدة مع الأزواج في رعيته، ذكر أنّ "هدف الإعداد للزواج هو المرافقة والمتابعة النفسيّة للثنائي، للتوعية على قدسيّة الارتباط وأهميّة الخير الزوجي والحب المجرّد عن الأنانيّة والنفعيّة".
وكان بعقليني قد عرّف في الندوة بمجموعة مؤلّفاته حول التحضير لسر الزواج المقدس في الكنيسة المارونية، انطلاقًا من "لقاء وعهد" و"كي نبقى معًا" حيث تبدأ مسيرة الزواج باللقاء ويكون التحضير والمرافقة لمساعدة المقبلين على الزواج للبقاء معًا والالتزام بمتطلّبات الحياة الزوجية؛ من ثمّ تناول كتاب "حب واستمرار" ومؤلف "المرأة والتنمية".