اشارت صحيفة "التايمز" في تقرير بعنوان "حرب بلا نهاية ...لماذا لم يتغلب الأسد على المعارضة المسلحة إلى الآن"؟، الى إنه كان من المفترض أن تنتهي الحرب الدائرة في سوريا منذ عام، ولكنها ما زالت مستمرة، فقد عاد نحو ثلثي البلاد إلى سيطرة النظام، ولكن المعارضة المسلحة ما زالت تشن هجمات متفرقة على أهداف حكومية، وما زالت الحكومة تجند الشباب إجباريا للمشاركة في القتال.
واوضحت الصحيفة البريطانية إن قصف بلدتي أريحا ومعرة النعمان في إدلب مؤخرا ليس أمرا منطقيا، فهما ليستا بالقرب من خطوط الجبهة للقتال بين قوات النظام ووحدات المعارضة، كما أنهما ليستا بالقرب من معاقل الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من معقل المعارضة المسلحة في إدلب شمال غربي البلاد.
وذكرت إن الحرب في سوريا كان من المفترض أن تنتهي في ربيع أو صيف العام الماضي. فبعد هجوم بغاز الكلور شنته قوات النظام على ضاحية الغوطة الشرقية في دمشق في نيسان، انتهت مقاومة المعارضة المسلحة بالقرب من العاصمة، وتحرك النظام صوب المناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
ورأت "التايمز" أنه على الرغم من أن الفضل يرجع للتدخل الروسي في أيلول 2015 في تحويل مجريات الحرب في سوريا لصالح النظام السوري، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدو أنه يمنح الكثير من الدعم لهجمات النظام السوري المؤخرة على إدلب، فالرئيس الروسي، حسبما قال دبلوماسي غربي للصحيف، "لدينه أولويات اخرى".
واوضحت إن بوتين يود إرضاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي بدوره عاقد العزم على ألا تسقط إدلب في يد النظام. ولفتت الى أن تركيا تدعم المعارضة المسلحة منذ بدء الحرب في سوريا، وعلى الرغم من أن إردوغان لم يعد لديه اي أمل في الإطاحة بالنظام السوري، إلا أنه قد يعتبر الهزيمة الكاملة للمعارضة إهانة شخصية له. إضافة إلى ذلك، حسبما الصحيفة، فإن موطئ القدم الوحيد لمقاتلي المعارضة المسلحة المتبقين هو إدلب ولم يعد يمكنهم الذهاب إلى أي مكان آخر. ولهذا تبقى الحرب في إدلب مستمرة، دون أن تلوح لها نهاية قريبة.