اعتبر ممثل الطائفة الدرزية في اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي، الشبخ عباس الحلبي، "ان الخلاف بين اللبنانيين لم يكن يوما دينيا، فكل انسان هو على ايمانه، فالخلاف هو طائفي وسببه توظيف السياسة في الدين" مشيرا الى "ان الصورة الجامعة للقمة الروحية في دار الطائفة الدرزية هي المطلوبة، حتى لو ان المسؤولين الروحيين ليسوا اصحاب القرار، انما يعطون ثقلا معنويا للسياسيين، وهم اطلقوا جرس الانذار في القمة، للسياسيين لوقف خلافاتهم والنظر الى القضايا التي تهم الناس والعمل على حل مشكلاتهم، الحياتية والاقتصادية".
ولفت الحلبي في حديث تلفزيوني، الى "ان يبدو ان هناك قناعة عند البعض، ان الصراع المستجد في الجبل، الذي قام لاسباب تاريخية على الحزبيتين، وغاب الكلام عن هذا الانقسام في العقود الاربعة الاخيرة، نتيجة وحدة الموقف الدرزي، عاد اليوم الانقسام في الجبل ليظهر بين الحزبين بسبب دخول عناصر غريبة الى المنطقة، فالخلاف ليس درزياً درزيا ولم يكن يوما هكذا في تراث الدروز ، وبات واضحا تغطية حزب الله لهذه الخلافات من حادث الجاهلية الى البساتين" واعتبر الحلبي "ان هذه القضايا تترك أثرا كبيرا، وتأخذ ابعادا بين ابناء الجبل الذين يختلفون عن اهالي الساحل، وتترك ندوبا في القلوب والعقول ما يؤثر على العلاقات الاجتماعية في الجبل وهذه الحدة بين الحزبين ، تأتي نتيجة تدخل العنصر الغريب في الجبل، في حين ان هناك من لا يعترف بحصول مصالحة في الجبل اساسا، مثل التيار الوطني الحر، ما يزيد من حدة الخلاف، ويحول دون حل مشكلة قبرشمون اليوم،" ورأى "ان غير صحيح ان مصالحة الجبل كانت صورية، ".
وسأل الحلبي، ان "لماذا قلة الثقة هذه بالقضاء العادي، فليستلم القضاء العادي القضية ويستكمل تحقيقاته بدل المطالبات باحالتها الى المحكمة العسكرية او الى المجلس العدلي"، ولفت الى "ان بدل تغذية الصراعات في الجبل، امامنا تحدي بخلق فرص عمل لاهالي الجبل وتنمية الجبل وتنشيط الدورة الاقتصادية المناسبة لربط اهالي الجبل بمصالح تجارية تقربهم من بعضهم البعض فيصبح الخلاف مضرا بمصالحهم ، ولا خلاف حول تنمية الجبل، الذي يمكن ان يصبح امتدادا لبيروت لان المسافة بين بيروت والجبل ليست بعيدة".