أكد متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني ان "وحدة المسيحيين تنسحب اولا برسالة "اعرف الرب يسوع"، فبلداتنا اللبنانية بحاجة من جديد لمعرفة يسوع المسيح وللعيش بحسب تعاليمه، والحديث عن الفساد اليوم كثير ولكن الفساد الحقيقي يبدأ في داخل كل واحد منا عندما يسمح لبعض الخطايا وأنواع الشر بالدخول إلى حياته ويتأقلم معها، فنحن في لبنان أصبحنا متأقلمين مع بعض الشرور التي نعتبرها طبيعية او ذكاء او قوة ونبرر احيانا لأنفسنا ممارسات خاطئة باسم الحقوق وغيرها، لذلك يجب التنبيه الى ذلك ".
وخلال ترؤسه قداس عيد التجلي في كنيسة المخلص في ضهور الشوير، عاونه كاهن الرعية الاب الياس الخوري، أكد بقعوني أن "زيارتي اليوم لهذه الكنيسة هي لمناسبة عيد التجلي، عيد الرعية، لذلك أقدم التهاني بالعيد لجميع أبناء الرعية والمشاركين معنا في هذا القداس، وخصوصا كاهن الرعية ومعاونيه، شاكرا لهم كل ما يبذلونه لخدمة هذه الرعية. كما أشكر من يحسنون لهذه الكنيسة خصوصا من ساهموا في إنشاء صالون الرعية"، مشيراً الى أن "الكنيسة جميلة جدا وهي زيارتي الاولى، وهذا الجمال وجد لينقل جمال الرب الى المؤمنين الذين يقصدون هذه الكنيسة والصالة في الأفراح والاتراح، فالكنيسة والكاهن والوكلاء والجوقة والمطران وكل الذين يخدمون في الكنيسة يساهمون في رسالة واحدة هي إيصال خلاص يسوع المسيح للمؤمنين، خصوصا أبناء هذه الرعية. الكنيسة جميلة إنما الأجمل هو حضور يسوع في وسطها، في بيت الرب، ويسوع يحضر في الافخارسيا وفي كلمته وفي الايقونات ولكن خصوصا من خلال خدمة المحبة والتلمذة التي يطبقها جميع العاملين الراعويين، هؤلاء جميعا مهمتهم واحدة مساعدة المؤمنين على التلمذة وعلى معرفة المسيح لجهة إيصال الخلاص بمحبته ورحمته وحنانه ورأفته وغفرانه".
ولفت بقعوني الى أنه "في المسيحية دعوة واحدة مشتركة عند الجميع بعد العماد هي دعوة التلمذة التي تترجم برسالة سواء في الاكليروس ام في العائلة ام في العمل والمجتمع، رسالة على كل الأصعدة وكل واحد منا يتتلمذ في الكنيسة ليصبح رسولا يحمل خلاص يسوع المسيح".
وشدد على ان "يسوع المسيح حي، وهو اله أتى الينا، تجسد في التاريخ حقيقة وهو ابن الله وظهرت الوهيته بشكل واضح في يوم التجلي، ونحن كمسيحيين ، كما يقول الرسول بطرس، لا نتبع خرافات ولا ذكريات ولا كتب تاريخ، بل نتبع الها حيا في وسطنا، وعندما نأتي الى الكنيسة ونحتفل بعيد تجلي الرب نتذكر سويا ان يسوع هو الله ولكنه اله حي، وفي العهد الجديد تدخل الآب متكلما فقط ثلاث مرات، المرة الأولى في العماد عندما يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، المرة الثانية في التجلي عندما قال "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فله اسمعوا"، وفي المرة الثالثة، بحسب إنجيل يوحنا، قبل آلام يسوع حين قال له "يا أبت مجد اسمك" فيجيبه الآب "قد مجدت وسأمجد"، لقد تدخل الرب ثلاث مرات ليؤيد رسالة يسوع المسيح، لذلك التلميذ هو الشخص الذي يصغي الى صوت يسوع ويميز صوت المسيح في وسط ضجيج هذا العالم، ومن علينا أن نتبعه في يومياتنا هو فقط يسوع المسيح ".
وأشار متوجها الى أبناء البلدة الى أنه "انتم تحبون كنيستكم ويظهر ذلك من خلال جمال هذه الكنيسة وآمل ان يكون أبناء هذه الرعية أجمل من الكنيسة لانهم كنائس حية وهياكل والناس من خلالهم يرون يسوع المسيح وحنانه ورحمته، وحضور الرب حي في حياتنا".
واعرب بقعوني مجددا عن فرحه لترؤسه هذا القداس، معتبرا ان "المسؤولية مشتركة بيننا جميعا، وآمل ان يتجلى الحب الذي نملكه برعاية بعضنا البعض حتى يكون لوطننا حضور سلام وحب وفرح من خلال أفراد مؤمنين يؤمنون ان رسالة يسوع تعاش وتطبق اليوم في لبنان".