ركّز الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، على أنّ "عيد التجلي يحتلّ في كنيستنا مكانةً خاصًّة، فهي لا تعتبره حدثًا مثل باقي الأحداث في حياة المسيح، بلا مختصرًا لرسالتها، فعيد التجلي هو في الوقت عينه صليب وقيامة، جمع بين الحاضر والمستقبل، وضمانة أنّ السيد المسيح لن يترك خليقته".
وأكّد خلال ترؤسه قدّاسًا بمناسبة عيد الرب (عيد التجلي) في دير المخلص- جون، أنّ "السيد المسيح لن يتخلّى عن البشرية والتاريخ"، موضحًا أنّ "عيد التجلي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجلجلة، وإذا لم نرَ مجد الله يشعّ من وجه ابن الإنسان، فلن نستطيع النظر إلى الوجه المكلّل بالشوك الّذي أظهره بيلاطوس حين قال: "هذا هو الرجل". وبيّن أنّ "الإنسان يقف بوجه الله أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا قبول هذه الرسالة أو رفضها".
ورأى الأشمندريب ديب، أنّ "العالم لا يحتاج إلى معلّمين، بل إلى شهود عاشوا خبرةً روحيّةً"، منوّهًا إلى أنّه "كما دعا المخلّص الرسل إلى اللحاق به، دعانا نحن أيضًا إلى هذا الدير المقدّس كي نعيش خبرة الرسل، ونعيش معه". وذكر أنّ "منذ 336 سنة، عاشت الرهبانية المخلصية وغيّرت العالم من حولها. تجلّت في مؤسّسها وفي سجنه وموته معترفًا بالإيمان، وتجلّت بآبائها القدّيسين الكثر. تجلّت في آبائها الأوائل الّذين عاشوا تحت الاضطهاد لأكثر من 130 سنة، وتجلّت في رسالتها الّتي انتشرت في القارات الخمس، وفي الظروف الصعبة الّتي عاشتها في تاريخها".
وشدّد على أنّه "كلّما سارت الرهبانية طريق جلجلتها، كان التجلّي هدية المسيح لها"، موضحًا "أنّني حين أصلّي، أعبّر لله أنّني له وبين يديه. لا يمكنني أن أقضي ساعة تأمل، من دون أن أتغيّر وأتحوّل وأصير شبيهًا بِمن أُحب". وأعلن أنّ "عالمنا اليوم يحتاج إلى رجال ونساء يعشقون المسيح، ليتجلّى بهم"، مشيرًا إلى أنّ "شهود التجلي هم شهود الآلام".
وأفاد بأنّ "التلاميذ الثلاثة الّذين رافقوا المسيح على جبل التجلي، هم بطرس ويعقوب ويوحنا. وهؤلاء التلاميذ كانوا أيضًا حاضرين مع المسيح على جبل الزيتون. كانوا حاضرين في كلتا المناسبتين، لأنّهم كانوا الأكثر التصاقًا بالمسيح، لكن لا بدّ أن يكون هناك معنى أعمق من ذلك"، لافتًا إلى أنّهم "كانوا شهودًا على مجده الأزلي وعلى آلامه الخلاصيّة. شهود التجلي هم نفسهم شهود التخلّي". وركّز على أنّ "ما يقوله المسيح لنا اليوم، في هذا الغمام الكثيف المحدق فينا من كل جهة، هو: "لا تخافوا".