وجّهت الولايات المتحدة الاميركية دعوة لوزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية جواد ظريف لزيارة البلاد ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
صرّح ترامب أن إيران لم تنتصر في الحرب لكنها لم تخسر أيّ مفاوضات. في المشهد الدولي، محاولة تقارب أميركية-إيرانية بعد تصعيد سياسي ودبلوماسي واقتصادي وصل أوجّه لا تلقَ التجاوب من الجانب الإيراني.
مضيق هرمز يهدّد بزعزعة الاستقرار العالمي الأمني والاقتصادي ونحوه تتجه السهام الدولية.
بلبلة في اكثر من اتجاه أهمها أسعار النفط العالمية، برامج الصواريخ الإيرانية والروسية، المنافسة الاقتصادية الصينية، أما البرنامج النووي الإيراني فيأتي الذريعة الأبرز للتصعيد الاميركي وإن لم يكن هو فعلا في أولويات القلق الترامبي.
سحب ترامب بلاده من معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية المتوسطة المدى المبرمة مع روسيا في العام ١٩٨٧. وزير الدفاع الاميركي مارك أسبر يصرّح منذ أيام ان لبلاده خططا في نشر صواريخ متوسطة المدى في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.
فهددت وحذرت الصين بانها لن تبقى مكتوفة الأيدي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعو الى الكبح والتسلح وإلا فانّ بلاده ذاهبة باتجاه تطوير واسع لصواريخ جديدة.
رئيس الدبلوماسيّة الاميركية مايك بومبيو يزور ميكرونيزيا للتأثير على كبح توسّع الصين.
أمام المشهدية الواضحة المعالم حول سباق التسلح على الساحة الدولية للدول الكبرى، ومخاض اعادة التموضع الدولي، تبرز الضبابية والفوضى في أداء بعض الدول الحليفة للمحور الاميركي لا سيما تلك العربية. نتوقف عند ما يلي:
أولاً -صراع حول المرجعية الإسلامية ذات الصلاحية للوصاية على القدس بين الأردن، مصر، السعودية وتركيا. جولة لمستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير على ٤ دول عربية واسرائيل. يبدو أن الهدف الاميركي-الاسرائيلي نقل الوصاية على القدس الى السعودية كمرحلة أولى وبعدها فرض الوصاية "الاسرائيلية" بقرار "نقل" اميركي.
ثانياً-اتفاق مصري-اسرائيلي بشأن تصدير الغاز من اسرائيل الى آسيا وحديث عن انشاء محطة برية في الأراضي المصرية على شواطئ البحر الأحمر. وامتعاض خليجي.
ثالثاً-انسحاب عسكري صريح من اليمن لدولة الإمارات العربية المتحدة. صمت حول التحالف السياسي الإماراتي-السعودي.
رابعاً-تصعيد سياسي خليجي حيال دولة قطر فيما الأخيرة تمتّن تنسيقها مع إيران. بالأمس وخلال الاجتماع المشترك الـ١٥ لخفر السواحل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تم توقيع مذكرة تفاهم حدودية بين البلدين حول شؤون تجارية تتعلق بتسهيلات تقدمها الدوحة للتجار الإيرانيين وبناء ميناء خاص للسفن الإيرانية، كما التنسيق لمناقشة سبل مكافحة الجرائم العابرة للحدود.
خامساً-في لبنان، خطاب سياسي متوتر، طائفي واتهامي سبق وتلا قضية قبرشمون. أجواء توحي بحروب إلغائيّة تتخذ صورا غير عسكرية. بين صحة او عدم صحة محاولة الاغتيال وسجال حول الاحالة الى المجلس العدلي والحديث عن سحب رخص احزاب وانهاء ادوار سياسية وغيرها... اعتكاف لرئيس الحكومة سعد الحريري.
في الصورة تطبيق لمقولة: "عند تغيّر الدول إحفظ رأسك".
الأيام المقبلة كفيلة بالجواب على العديد من المسائل. أهمها، هل ينأى رئيس الحكومة بحكومته عن صراع القوى الدولية؟ أم فعلا يُبعد لبنان عن أزمة خطيرة محلية قد تكون دموية؟ هل صدرت الأوامر بانهاء وقطع ادوار رؤوس سياسية لبعض الرموز الحزبية في لبنان؟ كل ذلك مع إصدار قانون موازنة أضاف على كاهل اللبناني رسوما جديدة وضرائب إضافية مرت مرور الكرام. أم ان في الأمر قرار بتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان للضغط على إيران؟!.
يرفض البعض هذا التحليل ويتحدث عن ان لسوريا مصلحة بتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، وخلق أزمات اجتماعية عبر إعطاء الضوء الاخضر لحلفاء محليين لها بتصعيد الأجواء.
الواضح انه قد تتحالف المحاور المتصارعة الدولية ويبقى الوضع الانشقاقي التقسيمي على حاله في لبنان إن استمرّ الطقم السياسي نفسه بالحكم، وتابع مؤثرا على قواعده لدرجة نخر العصبية الطائفية في خلايا التفكير.
كُثر على الساحة السياسية المحلية يقطعون رؤوىسهم السياسية بأيديهم مبايعة لأدوار خارجية، ويغفلون انه حتى الساعة هؤلاء دوليا واقليميا غير متنبّهين أصلا لمصلحة لبنان. فلا عجب ان بقي المشهد يتكرر.