زار وفد من حزب "القوات اللبنانية" اليوم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في الاسكوا في بيروت لتسليمه رسالة من رئيس حزب "القوات" سمير جعجع موجهة الى الموفد الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون حول قضية المعتقلين في سجون النظام السوري.
وقد شكر كوبيتش الوفد على "طرح القضية في هذا الوقت بالذات لتزامنه مع دينامية جديدة في حل الأزمة السورية تتضمن تشكيل اللجنة الدستورية وتطبيق توصيات مؤتمرات آستانة"، مشيراً إلى ان "موضوع المغيبين والمخفيين قسرا تم التداول به في مجلس الأمن هذا الأسبوع بالذات"، معتبرا أن "رسالة جعجع الى بيدرسون اتت في التوقيت المناسب".
ووعد بـ"إيصال الرسالة لبيدرسون ورفعها الى كل الجهات المعنية في الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان على ان يتم متابعة القضية مع اللجنة المعنية في حزب "القوات اللبنانية".
وقد جاء في رسالة جعجع "في إطار مهمتكم السامية وسعيكم الحثيث لإنهاء النزاع في سوريا، وعلى أثر زياراتكم المتعددة سوريا من أجل العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية وإطلاق عملها كمدخل للتسوية ولبلورة نهاية فعلية للصراع المستمرّ في سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات وبما أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 والذي يشكل بالنسبة إليكم الأساس السليم لأي حل في سوريا، ينص على صياغة دستور جديد لسوريا، كما ينص على إطلاق السجناء السياسيين لدى مختلف الأطراف لاسيما لدى النظام السوري، ويعتبر تحقيق هذه الخطوة من العوامل المهمة لنجاح المرحلة الإنتقالية ونود بناء على ما تقدم، أن نلفت نظركم إلى قضية تتصل مباشرة بجوهر مهمتكم، وأن نطلب دعمكم ومساعدتكم على حلها، وهي قضية اللبنانيين المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً في سجون النظام السوري".
ولفت إلى أنه "وثقت منظمات المجتمع المدني في لبنان ملفات وحيثيات وبراهين كثيرة ومتنوعة عن مئات من اللبنانيين كانوا في فترة من الفترات معتقلين في سجون النظام السوري ولا يزال مصيرهم مجهولاً بعد سنوات طويلة من الإعتقال والتعذيب"، مؤكداً أن "حزب "القوات اللبنانية" وهو حزب مقاوم لمختلف أنواع السيطرة الخارجية على لبنان إذ يتشرف بأن يعرض على سعادتكم قضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، يطالب الأمم المتحدة بالتدخل الملح والعاجل لدى السلطات السورية من أجل كشف مصير المئات منهم بعد سنوات طويلة من الإخفاء القسري وإن هؤلاء قد اعتقلوا على الأراضي اللبنانية والسورية ليس لأسباب جنائية بل لأسباب سياسية تتعلق بانتمائهم السياسي أو الحزبي أو الطائفي وبنظرتهم إلى الوجود السوري في لبنان واعتبار هذا الوجود احتلالاً لا بدّ من مقاومته".
وأشار إلى أن "هذه القضية المتمادية في الزمن لا تزال تشكّل جرحاً نازفاً في الجسم اللبناني بالنظر إلى الآلام والمآسي الناتجة عنها، إذ لا يزال مصير المئات من اللبنانيين مجهولاً ولا تزال معاناة العائلات والزوجات والأمهات والأبناء مستمرّة وتتفاقم يوماً بعد يوم ولقد حاولت الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ العام 2000 أن تعالج القضية مع الحكومة السورية لكن من دون أي نتيجة، واستمرت السلطات السورية بإنكار وجود أي موقوفين لبنانيين في سجونها".
وأضاف "حرصا على حل سليم ومتكامل تعملون عليه، نضع هذه القضية في عهدتكم ونتمنى أن تنال ما تستحق من اهتمامكم وأن تشكل جزءاً من ملف المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً في سوريا، على أن يكون إطلاقهم والكشف عن مصيرهم شرط أساسي من شروط المرحلة الإنتقالية بحسب القرارت الدولية والمعاهدات ذات الصلة وعليه، نضع أنفسنا وكل الإمكانات المتوافرة لدى حزب "القوات اللبنانية" ووزرائه ونوابه في تصرفكم للمساهمة في تسهيل حصولكم على الأدلة المتوفرة لدى أهالي المفقودين والجمعيات التي تابعت هذا الملف، وللضغط على القوى المعنية المحلية والعربية والدولية كي يتم إدراج هذا الملف كجزء من مهامكم وجهودكم التي تلقى لدينا كل التقدير، آملين أن تكلل مساعيكم بالنجاح في وقف هذه الجريمة المتمادية واقفال جرح ينزف منذ اكثر من أربعة عقود".