رأت مصادر حزب القوات اللبنانية أن "سبب هجوم رئيس التيار الوطني الحر على القوات هو رغبته في حرف الأنظار عن الأزمة التي يعيشها نتيجة حادثة البساتين، حيث لم يتمكّن من تحقيق أيّ انتصار معنوي كان يسعى إليه عن طريق المجلس العدلي، فلم يستطِع انتزاعَه لا في الواقع من خلال الضغط الذي مورس على القضاة، ولا في مجلس الوزراء لأنّ رئيس الحكومة سعد الحريري تمنّع عن دعوة الحكومة إلى الإنعقاد".
واعتبرت المصادر في حديث لـ"الجمهورية" أنّ باسيل ارتدّ عليها لأنّه "يعيش على الهجومات" ولأنه يعتبر أنّ "هذا هو المكان الأسهل الذي يُمكن مهاجمته من دون أن يخلّف أيّ أضرار وطنية، خصوصاً أمام أزمته المتراكمة نتيجة دخوله في مواجهة مع الحالة الدرزية، ومواجهته المستمرة مع الحالة السنّية". ورأت أنّ باسيل "مأزومٌ سنّياً ودرزياً ولا تعاطفَ شعبياً معه، أمّا حزب الله فبالكاد يُشكّل قوة مساندة له لا قوة مواجهة إلى جانبه".
وأوضحت ان "اتفاق معراب قام على نقطة أساسية مركزية وهي تأليف لجنة من الطرفين، مباشرة بعد وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، لمتابعة جدول أعمال مجلس الوزراء، ولو تشكّلت هذه اللجنة لما كنّا وصلنا إلى الواقع الحالي، لأنّ أيَّ موضوع خلافي كان ليُبحث في هذه اللجنة حيث يتمّ ترسيم حدود الخلاف والإتفاق". وأكدت أنّها "أصرّت على تشكيل هذه اللجنة، التي لم تُشكّل، لأنّ باسيل اعتبر أنّ «القوات» أدّت وظيفتها بإيصال العماد عون إلى الرئاسة ويجب العودة إلى مواجهتها وتحجيمها، وهذا ما لمسناه في محطات عدة، آخرها في الحكومة عند محاولة إحراج القوات لإخراجها".
واعتبرت أنّ تعامل رئيس التيار معها "منطلق من أنّه لا يريد شريكاً مسيحياً ويحاول في الانتخابات أن يكون الصوت المسيحي الأوحد، وأن يخرج بأحادية مسيحية بغية تتويج خلافته للعماد عون، ولذلك انقلب على الاتفاق".
وشدّدت على أنّ "المطلوب تحقيق المناصفة على كلّ الصعد وفي كلّ المجالات، ولكن وفق ما يقوله الدستور، لا أن نذهب إلى تفسيرات دستورية غير حقيقية الهدف منها إثارة الإستفزاز والتوترات الطائفية". ورفضت أن "يزايد عليها باسيل أو غيره في موضوع الحفاظ على التوازن، لأنها هي مَن قاتلت وتقاتل من أجل التوازن الرئاسي والنيابي والحكومي، لكن ليست كلُّ المعارك تُخاض بالوتيرة نفسِها. وخوضُ معركة تأمين التوازن الوطني والميثاقي في وظائف حرّاس الأحراج لا يتمّ بالأسلوب والأدوات نفسها التي تُخاض فيها معركة قانون الانتخاب".
وعن الفرصة الأخيرة التي منحها باسيل للقوات، فأكدت المصادر رفض القوات لها، لافتة إلى ان "القوات دعمت الرئيس وما زالت داعمة له في القضايا التي يجب أن تدعمه فيها، لكن لا يُمكنها أن تدعم رئيس الجمهورية إذا تبنّى مسألة البواخر التي كان يريد السير فيها جبران باسيل، والتي أسقطناها. وإذا كان يعتقد باسيل أنّ القوات ستبصم على كلّ ما يريده فهو مخطئ".