ألقى سماحة السيد الدكتور جعفر فضل الله ، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، مشيرا الى أن "حدة الصراعات السياسية بين القوى السياسية على خلفية حادثة قبرشمون تصاعدت، وتداعياتها المتصلة بالمعالجات الميدانية والقضائية لها، أو بالتدخلات الخارجية التي فاقمت الأزمة الراهنة بدلاً من أن تكون عنصراً مساعداً في معالجتها".
واضاف: "من المؤلم أن اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون أن تتمخض المبادرات السياسية عن حلول تقوم على تنازلات مشتركة، وتحفظ الحد الأدنى من حقوق الأطراف المتنازعة، اصطدموا بمواقف سياسية تصب الزيت على نار الأزمة، وتعطل إلى زمن لا نعلم مداه انطلاقة العمل الحكومي، فيما الوطن الذي يمر باستحقاقات اقتصادية ومالية خطيرة، والشعب الذي يعاني مرارة العيش في ظل أزمة الكهرباء والنفايات والتلوث، بأمس الحاجة إلى هذه الانطلاقة، والتي يعترف الجميع بضرورتها لإنقاذ البلد، الذي يتهدده الانهيار إذا استمر هذا النزاع السياسي من دون أي حل"، طالبا من كل القيادات أن ترتقي إلى المسؤولية الوطنية، ولو قدمت بعض التضحيات من حسابها، حتى نحفظ هذا البلد التي نعمت وتنعم أغلب القوى السياسية بخيراته سواء بحق أو من دون حق.
وقال: "أما في فلسطين، فإن قوات الاحتلال الصهيوني تواصل قمعها للشعب الفلسطيني، وتقوم بالمزيد من المداهمات والاعتقالات في الضفة الغربية، وذلك في سياق الضربات الاستباقية الهادفة لإحباط أي عمليات جهادية يتوقعها الاحتلال، ولإحداث حال من اليأس في صفوف الشعب الفلسطيني تشل دوره في مواجهة جرف الأراضي والبيوت وحملات الاستيطان المتواصلة في الضفة الغربية"، محيي "صمود الشعب الفلسطيني وتحمله كل ألوان الحصار، ولا سيما تعبيراته عن هذا الصمود في استمرار مسيرات العودة وعمليات المقاومة والتي كان آخرها عملية عتصيون، ونجاحها في مقتل جندي صهيوني، بما يؤكد أن المقاومة في الضفة مستمرة، وأن أهلها لن يتوقفوا عن مواجهة الاستيطان مهما كانت التضحيات".