شدّد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، على "أنّني أكاد لا أصدّق ما أسمع أو أرى وأشاهد على شاشات التلفزة من أصوات النشاز تطالب بهدم قيمنا الدينيّة والإنسانيّة، وتخرج عن سائر الأعراف والتقاليد الموروثة تحت شعار الحرية زورًا وبهتانًا، وهي كلّها أعمال حيوانيّة شيطانيّة لا يقرّها عقل ولا دين، ولا تستقيم مع فطرة بشريّة ولا مع بيئة طاهرة ولا مع الأعراف والتقاليد الموروثة، وإلّا فما معنى الزواج المثلي رجل مع رجل وإمرأة مع إمرأة، وكلّ ذلك كان عيبًا وشاذًّا وكان يهدّد حياة الإنسان وقيم الإنسان وأخلاق المجتمع".
وركّز المفتي الشعار الّذي أمّ المصلين بمناسبة عيد الأضحى المبارك في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، على أنّ "العالم يجب أن يدرك أنّ الحريات في كلّ العالم والأعراف والدول، لها حدود ولا يجوز إطلاقها على غاربها. الدولة والإعلام والمسؤولون كلّهم مطالبون بأن يقوموا بلجم هذه الأصوات وإسكاتها بمنطق القانون والقيم وصيانة الأخلاق والمجتمع، وتماشيًا مع الفطرة السليمة والنفس الرضية". ولفت إلى أنّ "شرارة الحروب والتقاتل تبدأ دائمًا بإثارة النعرات المذهبيّة والطائفيّة والدينيّة، وهي الّتي كنّا وما زلنا نحذّر منها".
وحذّر اللبنانيين والسياسيين والمسؤولون من "استخدام هذه الأساليب من أجل مصالحكم ومن أجل أنانيّاتكم. لا مصلحة للمجتمع ولا مصلحة للوطن ولا مصلحة للأمن والاستقرار بكلّ هذه الأساليب النشاذ"، موضحًا أنّ "اتفاق الطائف" الّذي اتّفق اللبنانيون عليه، هو الحكم بين اللبنانيين جميعا، ونحن نعلم بأنّ كلّ فريق وربّما كلّ طائفة لها ملاحظاتها الّتي تودّ تحقيقها، ولكن ينبغي أن ندرك أنّ الخلاف شرّ وأنّ الاعتداء على "الطائف" شرّ مستطير لأنّه الاعتداء على وحدة الوطن، وعلى وحدة المجتمع وعلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي".
وأكّد أنّ "اللبنانيين محكومون بالتوافق والتعاون والحرص على الوحدة الوطنية وعلى العيش المشترك وعلى السلم الأهلي، هذا هو خيارنا وليس قدرنا فحسب، إنّما هو الخيار الّذي يتناسب مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا"، معربًا عن الاستنكار لـ"كلّ الأساليب الّتي يستخدمها البعض من أجل تأجيج الغرائز وزيادة التوتّر والاحتقان، سواء كانت بين المسيحيين والمسيحيين أو بين المسلمين والمسلمين أو بين الدروز والدروز أو بين المسلمين والمسيحيين أو بين مطلق فريق وفريق. كلّ ذلك مُستهجَن ومستنكَر ومُدان ويخالف قيمنا وثقافتنا وتربيتنا ويهدّد وحدتنا الوطنيّة، وكلّ ذلك يؤدّي إلى تصدّع المجتمع وهو نذير شرّ بحرب أهليّة لا قدر الله".
ونوّه الشعار إلى أنّ "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وإذا وقعت لا قدر الله ستأكل الأخضر واليابس ولن توفّر أحدًا ولن ينجو منها أحد. أيّها اللبنانيون عودوا إلى قيمكم الدينيّة والوطنيّة والإنسانيّة وعودوا إلى وحدتكم الوطنيّة، عودوا إلى هدوئكم وإلى ثقافتكم وفكّروا مليًّا بعواقب الأمور. أنتم مؤتمنون على سلمنا الأهلي وعلى عيشنا المشترك وعلى وحدة الوطن وعلى ان يبقى لبنان وحدة في إرضه وشعبه وكيانه".
كما أشار إلى أنّه "إذا كانت المسيحية محبّة فمارسوها، وإذا كان الإسلام رحمة فتعاملوا معها. اعتبروا من سنوات الحرب المشؤومة الّتي مضت وآمل بألّا يعود لها ذكر وأثر، والّتي لم تكن يومًا لصالح أحد. تنازلوا عن كبريائكم، تواضعوا وابتعدوا عن عنفوانكم من أجل وطنكم ومن أجل أهلكم ومن أجل مستقبلكم"، مفيدًا بأنّ "هذه هي قيم الإسلام وهذه قيم الأديان وهذه قيم الإنسان، إحرصوا عليها وعلى حياتكم وأمنكم واستقراركم".