ركّز عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، على "أنّنا ما كنّا ننتظر من السفارة الأميركية إلّا البيانات الّتي تؤدّي إلى تعميق الانقسام، وتهدّد الوحدة الوطنية، ولكن في هذا البيان إيجابيّة وحيدة، وهو اعتراف ضمني بتراجع دور ونفوذ السفارة الأميركية وأدواتها في لبنان"، لافتًا إلى "أنّنا نعتبر أنّ البيانات والإتصالات الأميركية بشخصيّات لبنانيّة، لن تغيّر من الأحجام والتوازنات والمعادلات الداخلية بشيء".
وأكّد خلال لقاء سياسي أُقيم في مجمع الإمام الرضا في بلدة معركة، "أنّنا حريصون على الاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهالي، لأنّ البلد ما عاد يحتمل أيّ أزمة جديدة، فهو يسير على مسار الإنهيار المالي والاقتصادي، وعلينا أن ننقذه من الهاوية"، موضحًا أنّ "هذا يستدعي موقفًا موحّدًا من جميع القوى، وتحسّس المسؤوليّة وتفعيل العمل الحكومي والتفاهمات، والجديّة في مكافحة الفساد، ووقف الهدر، لأجل أن نتدارك الأسوأ".
ورأى الشيخ قاووق أنّ "ما حصل أخيرًا من مصارحة ومصالحة وجلسة لمجلس الوزراء، أشاع الإرتياح والمناخات الإيجابيّة، الّتي تشكّل مدخلًا ضروريًّا لأجل الشروع في معالجة الأزمات الاقتصاديّة والمعيشيّة للناس"، مشدّدًا على أنّ "لبنان اليوم بات في معادلة المنعة والحصن الحصين نتيجة تعاظم قدرة المقاومة، والأكثر منعة أمام مخاطر "صفقة القرن"، لأنّه يوجد فيه مقاومة قويّة تستطيع أن تواجه وتعرقل وتسقط مفاعيل هذه الصفقة". وذكر أنّ "لذلك نرى أنّ الهجمة الأميركيّة والإسرائيليّة على المقاومة تشتد، لأنّهم يدركون أنّ المقاومة هي عقبة صعبة وأساسيّة أمام مشروع "صفقة القرن".
ونوّه إلى أنّ "الإسرائيلي يستطيع أن يتحدّث عن إنجازات في التطبيع السياسي والأمني والاقتصادي مع دول الخليج، وأن يفرض معادلات في كلّ دول المنطقة، ولكن لا يستطيع أن يحقّق أيّ معادلة أو أيّ مكسب في لبنان، لأنّه يصطدم بمعادلات المقاومة". وأشار إلى أنّه "عندما يتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المقاومة في لبنان، فإنّه يتحدّث بخيبة وإحباط، لأنّ كلّ العقوبات الأميركية في محاصرة المقاومة فشلت، ولم تستطع أن تمنع تعاظم قدرة المقاومة وتمدّدها سياسيًّا وشعبيًّا".
كما بيّن أنّ "دول الخليج راهنت على الحماية الأميركية لها، ولكن بعد الأحداث الّتي حصلت في الخليج على المستوى العسكري أو الأمني، أقرّت هذه الدول وبشكل واضح أنّها أخطأت بالرهان على الحماية الأميركية، فالولايات المتحدة الأميركية ليست قادرة على حماية دول الخليج، لأنّ المعادلات في المنطقة يفرضها محور المقاومة، والمشروع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة يتراجع أمام تقدم هذا المحور".
ورأى قاووق أنّ "ما حصل من انتصار في سوريا يعزّز مشروع المقاومة في المنطقة، وما يحصل اليوم في اليمن من هزيمة لأميركا وإسرائيل وكلّ دول العدوان عليها، هو انتصار لمحور المقاومة، وما حصل من انتصار في العراق هو أيضًا تعزيز لقوّة المقاومة ومحورها".