أكد المفتي الشيخ عباس زغيب أن "امام ما تشهده منطقة بعلبك الهرمل من سلسلة احداث متشابهة في المضمون مختلفة في القرى وللاسف الشديد حالات قتل متنقلة لأسباب تافهة ولاسباب لا توجب قولا قاسيا فضلا عن اطلاق رصاص وقتل".
وفي كلمة له، خلال تقديم التعازي في بريتال بمقتل مصطفى مراد بإسم رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، أوضح زغيب "أنني بإسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ادعو لأن يأخذ القانون مجراه وان تضع القوى الامنية نصب اعينها محاسبة المقصرين وليكون القضاء والقانون والعقل هو الحكم".
ولفت الى أن "هذه المنطقة من ضهر البيدر الى القاع مرورا ببعلبك مغيبة عن اجندة الدولة والاحزاب وللأسف لا يتذكرون هذه المنطقة الا عند الاستحقاقات الانتخابية وعند جباية الضرائب او عند اي خطر تدفع الدماء صونا للارض والعرض".
وسأل: "أيها الاخوة الاعزاء نحن امام هذا الغياب المتعمد للدولة وامام هذا الغياب المتعمد للاحزاب، هل اصبحنا نعاني من فقدان الضمير؟ وهل اصبح ضميرنا مبنيا للمجهول؟ وهل اصبحنا مجردين من كل العادات والتقاليد والاخلاق التي تربينا عليها والتي نتغتى بها؟. كل يوم وهذه العادات التي تحكى عن اهل بعلبك والهرمل واهل النخوة والحمية فهل اصبحنا مجردون من كل هذه العادات وهل اصبحت هذه العادات فقط تذكر على الأطلال وكل يوم نفقد عزيزا لأتفه الاسباب للاسف لاننا انعدمنا من الاخلاق والقيم ونضع اللوم على غيرنا ولكن في الحقيقة اللوم علينا والله سبحانه وتعالى امر النبي بالحكم بالعفو وعلينا ان تأخذ بالعفو ونحكم بالعرف ومن هنا علينا العودة الى القيم التي كانت تعطي لكل لبنان المجد، وهذه القيم هي التي حررت لبنان من الانتداب الفرنسي والاحتلال الاسرائيلي وهي التي واجهت التكفيري وللاسف الشديد اصبح الدم لا قيمة له واصبح الرجل يقتل لأتفه الأسباب وأصبحت افراحنا اتراحنا واصبحت سببا لقتل بعضنا وقد نسينا قول الله و"من قتل نفسا بغير نفس كأنه قتل الناس جميعا" ومن يتجرأ على القتل فهو يتجرأ على قتل الإنسانية جمعاء ويقتل كل القيم والانسان له قيمة اخلاقية ويجب علينا التقيد بالحدود واذا لم نضع ايدينا على الجرح فكل يوم هناك حدث وعمل لا يحل الا بالاجتثاث كالسرطان الخبيث".
ورأى الشييخ زغيب أنه "لا بد ان نتعلم من هذه المصائب التي تصيبنا كل يوم. ولكن ما زال هناك أمل من خلال رمي شياطين انفسنا من داخلنا بحصى العقل والمعرفة والاخلاق والحب والتسامح ونكون حينها على مستوى" خير امة اخرجت للناس".