أكّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي ممثّلًا رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، خلال عشاء سنوي نظّمته منطقة زحلة في "القوات اللبنانية"، بعنوان "زحلة قلب القوات"، أنّ "ما يجمعنا عميق وصلب جدًّا، وكما ورثناه سنورثه للأجيال المقبلة بالفرح والصلابة عينهما".
ولفت بعد تهنئته بعيد الأضحى، إلى أنّ "زحلة تعرف معنى عيد الأضحى لأنّها مدينة التضحية، وأجمل ما في الأضحى هو عندما أمسك ربنا بيد ابراهيم ومسك له يده كي لا يذبح ابنه وقدّم له كبش الفداء، فهناك الكثيرون ممّن حاولوا أن يكون لبنان كبش فداء، وحاولوا أن يجعلوا زحلة كبش فداء، لكن أبناءها فضّلوا أن يكونوا هم كبش فداء، لا زحلة ولا لبنان، والدرس الأجمل الّذي نتعلّمه في هذا العيد، هو أن نرضي الإنسان ولا نذبحه، لأنّ العنف والضرر والقتل لا يرضي ربنا".
وركّز بو عاصي على أنّ "المجتمع الزحلي يده ممدودة إلى السهل ويساند الجبل، جبل صنين. هذه الصلابة والكرم والالتزام كلّها تميّز هذه المدينة وكذلك لبنان، لذا يمكن القول انّهما توأمان، وما قدّمته زحلة للبنان كثير"، منوّهًا إلى أنّ "جزءًا من ثقافتنا أتى من هذه المدينة. كلّ واحد منّا يعتبر أنّ زحلة مدينته وموطنه وينسب لنفسه مدينتين، ويشعر أنّ لديه انتماءً مزدوجًّا، فكلّنا زحليّون".
واستذكر حرب زحلة في 2 نيسان 1981، عندما "صبّت كلّ نيران الحقد والكره والتدمير على بلاد الحبّ والحياة والانفتاح، فالظلاميّة لا تستطيع أن تتقبّل هذه القيم. دمّروا زحلة واستشهد المئات، لكن زحلة بقيت صامدة وسطّرت بطولة رغم كلّ التوقعات بانكسارها، فصمدت عسكريًّا لكن الأهم انّها صمدت ثقافيًّا واجتماعيًّا وبقيت متماسكة قلبًا وفكرًا وإرادةً واحدةً؛ وهذا الّذي سمح ان تصبح زحلة ملحمة للانتصار تنتقل الينا ونبقى متمسكين بها كمرجع لوطننا وبلادنا ودولتنا مثل ما نحلم بها".
وطالب بـ"إخراج موضوع التضحية والشهداء من البازار السياسي ولعبة السلطة، فشهداؤنا لو فهموا لعبة البازار والبيع والشراء، لكانوا قاموا بذلك ولما كانوا قدّموا حياتهم فداءً عنّا واستشهدوا، ولما كنّا نحن موجودين هنا اليوم". ودعا إلى "عدم اللعب بتضحيات مجتمعنا، لأنّ روح مجتمعاتنا هي أرواح الشهداء، فإذا قتلنا أرواح الشهداء قتلنا مجتمعنا وأنفسنا، لذلك نحن شباب "القوات"، سنكّرم دائمًا شهداءنا ونحيي أرواحهم، فهم آمنوا بلبنان وضحوا بحياتهم لأجله". وشدّد على أنّ "القوات اللبنانية" طموحها أن تشبه زحلة والزحليين، الّذين يعطون بفرح ومن دون منّة ومن دون مقابل، وهدفنا بناء الدولة، لأنّنا من أكثر الناس الّذين يعرفون معنى التضحية عندما تنهار الدولة وتتلكأ عن مسؤوليّاتها، فنحن دفعنا الثمن ورفاقنا، لبناء دولة صلبة لا تنهار معنا عند أيّ استحقاق".
كما ذكر بو عاصي أنّ "في عام 1943، كانت المعادلة أن تكون هناك محاصصة و"يمشي الحال" وصولًا لعام 1958، وفي عام 1969 ومع اتفاق القاهرة الّذي تخلّوا فيه عن جزء صغير من السيادة فكانت نتيجة الحرب اللبنانية عام 1975، وفي عام 1990 كانت المعادلة وفي 1991 تخلّوا عن جزء من السيادة شرط أن يكون هناك استقرار وازدهار، فانهار البلد ومعه المؤسسات، وجرى احتلال البلد، وضرب فينا أخطر مرض بتاريخنا وهو الفساد المتمثّل بسرقة تعب الناس". أمّا المعادلة اليوم، فضربنا المرض الأخطر وهو الفساد وسرقة تعب الناس". ورأى أنّه "إن جمعنا المحاصصة وتخلّينا عن السيادة وقبلنا بالفساد، كلّ عنصر من هذه العناصر قادر أن يقتل المجتمع، لذا لن نقبل به كـ"قوات"، شاء من شاء وأبى من أبى. وإذا أضاءت "القوات" على إحدى هذه المشاكل تُتّهم اتهامات فظيعة ولكنّها معتادة على ذلك".
وأفاد بـ"أنّنا تحدّثنا عن الدين العام والبطالة والفقر والمعابر غير الشرعية. حدودنا سائبة واقتصادنا مضروب نتيجة المضاربة غير المتكافئة، ماليّة الدولة مضروبة لأنّ البعض لا يدفع الضرائب، وبدلًا من تسوية العمليّة يتّهموننا بالكذب".
وتطرّق إلى قطاع الإتصالات، مشيرًا إلى أنّه "اذا أشركنا القطاع العام مع القطاع الخاص مع هيئة ناظمة فعّالة، هذا يزيد من مداخيل الدولة فوق الملياري دولار في السنة، فتتحسّن نوعيّة الخدمات وتخفّ الكلفة على المواطن".
وبموضوع المياه، لفت إلى أنّ "هذه المنطقة كان يُطلق عليها سابقًا اسم "إهراءات روما"، فهل نحن متأكّدون من جودة المياه الّتي نسقي بها زرعنا؟ وعن التقنين في توزيع المياه للمنازل، وكي لا اتّهم باستهداف احد، سأعطي مثالًا على بلدتي الّتي تبعد ربع ساعة عن بيروت، تصلها المياه وتوزع فيها مرّة أسبوعيًّا". وجزم أنّه "لا يمكننا أن نكمل بهذه الطريقة، فالمواطن أصبح طموحه أن يشعر بالسعادة ويزوّد سيارته بالوقود في أبسط الأحوال".
إلى ذلك، أكّد بو عاصي أنّ "المطلوب العمل بجديّة لأنّ اللبناني يستحق. لماذا لا نتمتّع بالكهرباء 24 على 24 بكلفة أقل ومن دون تلوث؟ نريد أن يعيش الناس كما يتمنّون بكرامتهم بازدهار واستقرار". وسأل: "للمتحكم بنا وبمصير الناس، من تكون لكي تكون أكبر من الناس والشعب؟ ألا ترى الحال الّتي يعيشها الناس وهل تتواصل معهم يوميًّا لتعرف متطلباتهم وأوضاعهم؟". وبيّن أنّ "الوعود ليست إنجازات، إذ سهل جدًّا أن نعد الناس بأيّ شيء وبأي وقت، لكن لا يمكنك أن تعتمد أنّك إذا وعدت تكون أنجزت. فإذا وعدت ولم تنجز فإمّا أنّك غير كفوء أو كذّاب. الخطابات المعنوَنة بالوعود ليست بشيء، فقط أخبرنا ماذا أَنجزت أو تنحّى أو دَع غيرك يعمل".
وأعلن أنّ "خيارنا البقاء في هذه الأرض، وبناء الدولة والوفاء لشهدائنا. قد يكون المسار طويلًا ولكن المهم ألّا نتوقّف ونتراجع ونتردّد مهما كانت الصعوبات كبيرة. علينا البناء مدماكًا تلو المدماك والحجر تلو الحجر، بالصلابة عينها الّتي بنى فيها أباؤنا وأجدادنا، وبالكرم عينه الّذي ضحّى به شهداؤنا بحياتهم لكي يبقى لبنان وتبقى زحلة يشبهوننا".