لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في العظة التي القاها خلال ترأسه القداس الالهي مناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد، في كنيسة دير "سيدة قنوبين" الى أن "عيد الانتقال يبين قيمة الحياة البشرية وقدسيتها وكرامة الشخص البشري، وذلك ان ابن الله بتجسده وبالفداء اتحد بكل انسان واصبح طريقه وعهد به الى عناية الكنيسة ليكون طريقها هي ايضا بحسب تعليم القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة الاولى "فادي الانسان"، مشيرا الى أنه "وعلى ضوء هذا التعليم، بات من واجب العمل السياسي، اكان تشريعيا ام قضائيا ام امنيا، احترام الانسان في حقوقه الشخصية والعينية وفي كرامته وقدسية حياته وفي سلامته الجسدية والمعنوية، لهذا السبب لا تستطيع الكنيسة ان تصمت امام كل ما يهدد المواطن ايا كان دينه ورأيه ولونه ماديا وخلقيا واقتصاديا، بل على الكنيسة ان تطلق دائما صرخة الانجيل، صرخة الحق والعدل ورفع الظلم والكذب، وان تعطي صوتا لمن لا صوت لهم، وهكذا ترانا في هذه الايام التي تصلنا فيها شكاوى متعددة مكتوبة وموثقة، نرفع الصوت عاليا منددين بالاخطار الاقتصادية والمالية وبالخلافات السياسية وبالعنف والتعذيب وشتى الاعتداءات والممارسات الغير انسانية التي تجري هنا وهناك، واننا نواصل هذا الامر مع المسؤولين من اجل وضع حد لعذابات المواطنين التي تجري على ارضنا وكأننا اصبحنا في نظام آخر ووطن لآخر وعالم آخر".
واشار الى أن "سيدة الانتقال وتتويج العذراء هي سيدة قنوبين، في هذا المقر البطريركي عاش بطاركتنا 400 سنة في عهد العثمانيين من اجل المحافظة على الايمان الكاثوليكي والاستقلالية، قاوموا بالصلاة والصمود مع الموارنة الذين يقيمون في قرية قنوبين ومع الرهبان والنساك العابدين في المغاور والمناسك. 17 بطريركا يرقدون على رجاء القيامة، ومن هنا كان البطاركة وعلى رأسهم المكرم البطريرك الكبير مار اسطفان الدويهي، يقودون المسيرة الوطنية بواسطة المقدمين والمسيرة الكنسية بواسطة الاساقفة، حتى بلغوا مع المكرم البطريرك الياس الحويك الى اعلان دولة لبنان الكبير في ايلول عام 1920. هنا اعتدي عليهم جسديا ومعنويا وماديا واهينوا واحرق كرسيهم وهجروا ثم عادوا وصمدوا وتجذروا وانطلقوا من الوادي الى جميع المناطق اللبنانية فالى القارات الخمس، فتمت نبؤة مريم العذراء في نشيدها "حط المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين"، مؤكدا أن "عيد الانتقال وذكرى بطاركتنا ونساكنا واهالي هذا الوادي، كلها دعوة رجاء لنا للصمود والتجذر والانطلاق حاملين رسالة الانجيل، ولتكن حياتنا مثل الذين سبقونا بخور صلاة نرفعه الى الثالوث المجيد الاب والابن والروح القدس آمين".