ركّز مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في "حزب القوات اللبنانية" شارل جبور، على أنّ "موازين القوى في الداخل ليست لمصلحة "حزب الله". ولفت إلى أنّ "حادثة قبرشمون دلّت إلى أنّ هناك محورًا انهزم. رئيس "التيار الوطني" وزير الخارجية جبران باسيل أو العهد خرج من الحادثة خاسرًا بكلّ المعايير"، موضحًا أنّ "اللبنانيين حفظوا من الحادثة أنّه كان هناك شخص يريد الدخول إلى كفرمتى ولم يتمكّن من ذلك، وأنّ المجلس العدلي "طار" والحكومة اجتمعت".
ورأى في حديث تلفزيوني، أنّ "واقعة البساتين كان المقصود منها استهداف "الحزب التقدمي الإشتراكي" وتحجيم المختارة وضربها، ويأتي بعدها دور معراب، ويدجّن "بيت الوسط" بعد ذلك. واعتبر الأميركيون أنّ ضرب حلقة من هذه الحلقات الأساسيّة أي بيت الوسط- المختارة- معراب، سيؤدّي إلى خلخلة التوازن السياسي، وخلق مشهد وطني جديد". وبيّن أنّ "التدخّل الأميركي سرّع بالحل".
وأكّد جبور أنّه "لو كان بإمكان "حزب الله" تحجيم جنبلاط، لن يقول لا، لكنّه في الوقت نفسه لا يريد ضرب الاستقرار. فعندما رأى الحزب أنّ المسألة بدأت تخرج عن إطارها، أي تسجيل خطوة بملعب جنبلاط، طلب من رئيس الجمهورية ميشال حلّ الموضوع، فحصل ذلك بعد بيان السفارة الأميركية في بيروت". ووجد أنّ "ما أوصل إلى بيان السفارة هو صمود جنبلاط"، وما حصل دلّ إلى وجود ثلاثيّة "14 آذار"، ثلاثيّة مؤلّفة من رئيس مجلس النواب نبيه بري- رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وحاليًّا رئيس الوزراء سعد الحريري- جنبلاط. عندما تقاطعت هاتان الثلاثيتان مع بعضهما البعض، حكمتا المسار".
وأشار إلى أنّ "باسيل في هذا الوضع أصبح في حالة عزلة وطنيّة. أصبح متروكًا إلّا من "حزب الله"، مشدّدًا على أنّ "الكلام عن أن بيروت محكومة من طهران، هو كلام هراء". وذكر أنّه "كانت هناك حالة "شهر عسل" بين الرئيس عون والحريري، لكنّها انتهت، وحتّى لو أنّ الحريري لديه الرغبة في بقائها، لكن البيئة السنية ترفض ذلك"، مفيدًا بأنّ "التسوية باقية، ولا أحد يريد الخروج منها في الوقت الحالي، بظلّ عدم توفّر بديل".
ونوّه إلى أنّ "لقاء رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "الحزب التقدمي" وليد جنبلاط، هو تأكيد المؤكّد، ومن البديهيات، ويمكن أن يحصل بأي لحظة سياسيّة. عندما رأت "القوات" أنّ جنبلاط بوضع يحاولون محاصرته، رفعت عنوان "14 آذار"، مفيدًا بأنّ "توقيت اللقاء مرتبط بالوضع الأمني السباسي لجعجع، ونحن لا نتدخّل بهذا الأمر". ولفت إلى أنّ "من يراقب عن بعد، سيرى أنّ باسيل زار الشوف ولم يستقبله أحد وشعر أنّه متروك، بينما الجميع سيستقبل جعجع، ولكن نحن لا تناسبنا أن نضع نفسنا بوجه باسيل، لأنّه ليس حالة سياسيّة، بل هو صهر الرئيس عون".
وشدّد جبور على أنّ "باسيل هو الأقوى بالحراك السياسي الّذي يقوم به، ولا علاقة له بالوجدان المسيحي. الرئيس عون هو الّذي له علاقة بذلك. كلّما يمثّله باسيل هو تمثيل عون، وكلّ المعارك الّتي يقوم بها باسيل وكلّ الجو الّذي يقوم به، هو لينتزع مشروعيّة". وذكر أنّ "باسيل "سقّط" اتفاق معراب".