ترأس مطران بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك جورج بقعوني، قداس ليلة عيد انتقال السيدة العذراء، في كنيسة سيدة النهر في برج حمود، بمعاونة الأبوين فادي نعمان وألبير أبي عازار وبحضور حشد من أبناء الرعية والمؤمنين.
وأكد بقعوني أن "اليوم يوم مفرح حول مريم في كنيسة سيدة النهر، وهذا الفرح ليس ابن ساعته، انه نتيجة عيش سنوات طويلة مع مريم العذراء، فنحن منذ سنوات نردد هذه الصلاة: بشفاعة والدة الإله يا مخلص خلصنا، وبشفاعتها يستجب الرب لنا ويغدق علينا النعم".
وأشار الى "أننا نكرم العذراء مريم بعيد رقادها وانتقالها الى السماء، والتكريم الأجمل لها هو ان يرى الناس فينا اننا ابناء مريم، وابن مريم هو يسوع المسيح، ولذلك تقول لنا الرسالة اليوم: ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما هو في المسيح يسوع، فمن يكون مع مريم العذراء يصير مثل ابنها، اي يصبح مسيحا آخر، أي ابنا وابنة يشهدان للمسيح يسوع".
ولفت الى أنه "ليكن فيكم من الأخلاق والأفكار ما هو في المسيح يسوع الذي هو بصورة الله ولم يعتد مساواته لله اختلاسا، بل اخلى ذاته وظهر بهيئة انسان آخذا صورة عبد واطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله واعطاه اسما يفوق كل اسم، لتنحني كل ركبة وليعلن كل لسان ان يسوع المسيح هو الرب". وقال بقعوني: "فمن يكرم مريم هو الشخص الذي يخلي ذاته بعكس لغة هذا العالم الذي يسخر ممن يتواضع ويخلي ذاته وممن يحمل الصليب، ولكن فكر الله ليس كذلك، فكر الله يطلب منا ان نخلي ذاتنا. ومن يكرم مريم ينطبع بصفات تشبه طباع يسوع المسيح والعلامة الأساسية هي التواضع وإخلاء الذات. إننا ننمو بالتواضع من خلال المصالحة والغفران، والتضحية والطاعة ومواجهة التجربة والخطيئة، وان نخلي شهوتنا وتجاربنا وذاتنا طاعة لله علامة تواضع وتخلي عن الكبرياء".
وأكد أن "من يريد ان يصل الى التواضع عليه ان يسمع كلمة الله ويعمل بها يوميا. ان مريم هي رمز للتواضع، ويسوع هو المتواضع بامتياز. ونحن المعمدون باسم يسوع الذين نلبس المسيح وشفيعتنا هي مريم، اذا لم نكن قادرين ان نخلي نفسنا ونتواضع، فهذا امر يجب التوقف عنده. واذا اردنا ان نكرم مريم، فعلينا ان نعود ونكون نفسنا وفكرنا وشخصنا وقلبنا على مثال ابنها، هذه فرحة مريم، التي لم تتحدث كثيرا في الإنجيل، هي تكلمت مع العالم السماوي، مع الآب ومع الملاك، اما مع العالم الأرضي فتكلمت مرة واحدة مع الخدم في عرس قانا الجليل وقالت: مهما قال لكم فافعلوه".