دعا نقيب المحررين جوزيف قصيفي الاعلاميين والصحافيين للتوافد بكثافة للمشاركة في الاعتصام الّذي دعت اليه نقابة المحررين يوم الثلاثاء المقبل في ساحة الشهداء لإظهار وحدة الصف الصحافي والإعلامي، مشدّدا على انّ "هذه الوحدة هي أساس نجاحنا في اسماع صوتنا، وتحويلنا إلى قوة ضغط مؤثرة". وتوجّه بنصيحة الى الزميلات والزملاء قائلا: "اذا لم تنتصروا لأنفسكم ومهنتكم، لن تجدوا من ينتصر لكم".
وأكد قصيفي في حديث لـ"النشرة" ان لا هدف او غاية من توقيت الاعتصام، موضحا ان مجلس النقابة اجتمع وعاين الوضع الصحافي والاعلامي ككلّ والمشاكل التي يعاني منها القطاع، وأجرى اتصالات مكثّفة مع المسؤولين المعنيين وحاول اسماع الصوت ووضعهم باطار الأزمة التي يمرّ بها، وأبلغهم بأنه يستأهل اهتمام الدولة لا سيما وأنه رافق ولادة لبنان الوطن ولبنان الدولة. وأضاف: "لقد كان الاعلام والصحافة في لبنان رافعة التحرر من الاستعمار، خاصة وأن أكثر من نصف شهداء الوطن هم من الصحافيين الذين حملوا أقلامهم سيوفا للدفاع عن الكرامة والسيادة والحريّة، أضف انّ القطاع كان أساس النهضة الأدبيّة والفكريّة والثقافيّة وكان منبرا لكبار المثقّفين والأدباء والشعراء وساهم بخلق مناخ الحريّة الذي جذب الاستثمارات بموازاة النمو الحضاري والفكري".
واعتبر قصيفي أن "تاريخا كتاريخ الصحافة والاعلام في لبنان المثقل بالأمجاد، يستدعي الالتفات لوضع هذا القطاع اليوم وعدم تركه لقدره، في ظل الأجواء السلبية الضاغطة المحيطة بواقعنا الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي"، وشدّد على وجوب ان يتمّ "تخصيص مبالغ معيّنة من قبل الدولة لمساعدة الصحافيين والاعلاميين ومؤسساتهم للثبات في وجه التحديات التي تواجههم". وقال: "الدولة بامكانها أن تحقق ذلك، واذا شعر الصحافي ان دولته ترعاه والمسؤولين يواكبونه ويدعمونه، يزداد تمسكا بالأرض وولاء للوطن".
وشدّد قصيفي على ان النقابة "حاولت المستحيل للوصول لقوانين ناظمة لهذا القطاع غير تلك التي تعود للعام 1962 والتي لم يطرأ عليها أيّ تطور، لكن كل مرّة كنا نتوصّل لأمر ما كانوا يعودون بنا الى نقطة الصفر، وهذا ما حصل أخيرا بعد السجال المستمر في المجلس النيابي حول مشروع القانون الذي أنجزته لجنة الاعلام والاتصالات".
واعتبر ان المطلوب اليوم "وضع قانون جديد وعصري يضع حلولا للأزمة، ويأخذ بعين الاعتبار التطور السريع الذي طرأ على القطاع وخصوصا بعد بروز الاعلام الرقمي والفضاء المفتوح. وقال: "كما نحتاج لتشريع يؤدي الى انشاء صندوق تعاضد وتقاعد للصحافيين ليرفع عنهم العوز والجوع فلا يُتركون لقدرهم".
وختم قصيفي قائلا: "الاعتصام الذي دَعَونا اليه ينطلق من الجو السابق ذكره، وهو لا يستهدف أيّ أحد على الاطلاق. فلا أجندة لنا الا الأجندة الاعلاميّة. وهدفنا رفع الصوت عاليًا لاظهار مظلوميتنا واطلاق صرخة ألم. على أمل أن تبادر الدولة لانقاذ صحافتنا ليبقى لبنان حقيقة وطن الرسالة".