اشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها بعنوان "نتانياهو منع دخول سياسيتين مسلمتين من أجل ترامب وليس لمصلحة إسرائيل" الى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يحب الانتقادات، وسعت حكوماته ذات النزعة اليمينية المتزايدة دوما لإخراس الانتقادات"، لافتة الى أن "رفضه السماح بزيارة عضوة الكونغرس إلهان عمر لبلاده، والسماح لعضوة الكونغرس رشيدة طليب، التي تنحدر من أصول فلسطينية، بالدخول فقط لأسباب إنسانية وبشروط، أدى إلى قلق كبير في كل من إسرائيل والولايات المتحدة."
واضافت الصحيفة أنه "حتى لجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية (أيباك)، التي كانت دائما من المدافعين المخلصين عن نتنياهو، انتقدت القرار".
ورأت الصحيفة أنه "على الرغم سماح وزارة الداخلية الإسرائيلية، لطليب بالدخول إلى إسرائيل لزيارة جدتها العجوز التي تقيم في الضفة الغربية، قد يبدو تنازلا، ولكنه في الواقع تزيد من تشدد القرار الأصلي: فهو لم يسمح لها بالزيارة كسياسية، ولكن بصفة شخصية، بعد تعهدات باحترام القيود المفروضة عليها وعدم الحديث عن مقاطعة إسرائيل أثناء الزيارة"، مضيفة: "لا عجب أن طليب رفضت العرض"، مشددة على أن "قرار عدم السماح لعضوتي الكونغرس بالزيارة لم يكن قرارا تريده إسرائيل أو تخطط له، فقد كان السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة قال إنه سيتم بالسماح بالزيارة "احتراما للكونغرس الأمريكي"، ولكن إسرائيل عدلت عن هذا الرأي بصورة مفاجئة سريعة بعد تغريدة من ترامب عن أن دخول عضوتي الكونغرس إلى إسرائيل "سيكون مؤشرا كبيرا على الضعف".
ولفتت الصحيفة الى إنه "في واقع الحال أبدت إسرائيل ضعفا كبيرا في السماح لأن تملى سياستها الخارجية من رجل قد لا يعاد انتخابه لفترة ثانية في منصبه"، مشيرة الى إن "القرار قد يستميل الناخبين اليمينين الذين يخطب نتانياهو ودهم في الانتخابات التي ستجري الشهر القادم، ولكن همه الأكبر هو ألا يضع أي قلاقل في مسار علاقته الوطيدة مع ترامب"، مشددة على إن "القرار لا ينظر إلى الانتخابات الاسرائيلية العام الحالي بقدر ما ينظر للانتخابات الأميركية عام 2020"، ومؤكدة أنه "يمكن النظر إلى دعوة ترامب لإسرائيل كي لا تسمح بدخول عضوتي الكونغرس على أنها إجراء دعائي سياسي لحملته الانتخابية لعام 2020".