شدّد مدير "الجامعة الأنطونية" في أبلح الأب الدكتور ريمون هاشم، في كلمة له خلال لقاء حواري بعنوان "دور الحوار في بناء المواطنة الفاعلة"، نظّمته "رابطة النشاط الإنمائي" بالاشتراك مع "منتدى التنمية والثقافة والحوار" وبالتعاون مع اتحاد بلديات بعلبك، على أنّ "الدين أفيون الشعوب". يؤسفني أن أبدأ مداخلتي بهذه المقولة السلبيّة للفيلسوف الألمانيّ كارل ماركس واضع "البيان الشيوعيّ" وصاحب الأفكار الأساسيّة الّتي قدّمت الحركات الاشتراكيّة على أساس أنّها الحلّ الأمثل للمعضلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة كافّة".
ولفت إلى أنّ "رؤيا ماركس لم تكن تستهدف نقد الدين بحدّ ذاته، إنّما بالأحرى عمليّة تسخيره كمادّة تخدير على غرار الأفيون للتخفيف من ألم الفقراء والمضّطهدين الّذين كانوا يعانون من انتفاء العدالة الاجتماعيّة كنتيجة مباشرة لسيادة النظم الرأسماليّة في ذلك الزمن". وأوضح أنّه "إن كان الدين في التصوّر الماركسيّ الضيّق هو أفيون الشعوب، فالخطاب الدينيّ هو حكمًا الأداة الّتي يُشحَن بها هذا المخدِّر في عقول وشرايين المؤمنين الّذين ائتمنوا المسؤولين الروحيّين على حياتهم الزمنيّة كما الأبديّة".
ونوّه هاشم إلى "أنّنا طبعًا لا ندين بالعقيدة الماركسيّة ولا بمبادئها ولا بتقييده لدور الدين وحصره بألقاب لا تليق به، إنّما نحن نعي طبعًا بأنّ التخوّف من الدين كمادّة سلبيّة يعود إلى حقَبات عدّة من تاريخ البشريّة وحتّى يومنا هذا، جاء فيها الخطاب الدينيّ بمثابة قنبلة موقوتة إنفجارها ولّد دمارًا لا حساب لحجمه، لذلك طبعًا يسهل علينا القول بأنّ الخطاب الدينيّ هو سيف ذو حدّين، حدّ يبني ويحرّر ويوحّد ويؤسّس للعدالة السماويّة على الأرض وحدّ يهدم ويأسر ويُشرذِم ويؤسّس لشريعة الغاب".