ركّز عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب أنيس نصار، على أنّ "الحقيقة تقول إنّ لبنان لم يقم لولا جبل اسمه لبنان الصغير، وما التطاول والتحديات و"العنتريات" واللعب على أوتار الفتنة وإثارة النعرات، إلّا سهامًا تدكّ في خاصرة الجبل"، داعيًا إلى "عدم المتاجرة بحقوق المسيحيين، فلا تلعبوا على أوتار الدفاع عن الكرامات واسترداد ما هو مسلوب، فهذه التعابير وذاك المنطق لا يخدم إلّا التشنّج والتوتير والهدم". ولفت إلى أنّ "الجبل قد وقع الجبل في خطأ تاريخي، فكانت حرب الجبل ودفع الجبل ولبنان ثمنًا باهظًا، ولكن لا يصحّح الخطأ التاريخي إلّا حدث تاريخي، فكانت مصالحة الجبل التاريخيّة الّتي استمدّت قوّتها من تاريخ العلاقات الفريدة بين المسيحيين والدروز".
ونوّه في كلمة له خلال احتفال "حزب القوات اللبنانية" في عاليه بذكرى مصالحة الجبل التاريخية بعنوان "راسخة أبدًا"، في قاعة كنيسة مار شليطا- شرتون، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، إلى أنّه "قالوا لنا فلنتصالح ونتحاور، قلنا نعم. قالوا فلنوقّع وثيقة تفاهم واتفاق، قلنا نعم. قالوا سيادة واستقلال وكرامة، قلنا نعم. قالوا دولة وجيش قوي، قلنا نعم. قالوا مكافحة فساد، قلنا نعم. قالوا عهد قوي، قلنا نعم. قالوا لا معابر غير شرعية على حدودنا، قلنا نعم. قالوا بواخر، قلنا لا. قالوا فلنغطي التوظيف العشوائي وغير القانوني، قلنا لا. قالوا مرسوم تجنيس الغرباء، قلنا لا. قالوا فلنحجم ونحاصر رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط في الجبل، قلنا لا ولا وألف لا".
وسأل نصار: "أين كنتم يوم كانت طريق القدس تمرّ في جونية؟ أين كنتم يوم كان الاحتلال يدكّ الأشرفية وزحلة؟ أين كنتم يوم كان جعجع يدافع عن الوجود والكيان والوطن؟ أين كنتم يوم كان جنبلاط يدفع ثمن مواقفه قمصانًا سوداء؟ أين كنتم يوم كان جنبلاط يصنع سلام الشجعان في يسوع الملك؟ كنتم تلصقون التهم فينا، وما زلتم حتّى اليوم تستحضرون الحرب وادواتها". وأكّد أنّ "لبنان بألف خير طالما الجبل بخير، والمصالحة راسخة أبدًا وستبقى إلى أبد الآبدين".
أمّا وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، فنوّه إلى أنّ "بعد حادثة قبرشمون المؤسفة، سادت عبارة جديدة المصارحة والمصالحة في وصف إعلامي للاجتماع الّذي عُقد في القصر الجمهوري، والمصارحة في نظرنا هي المكاشفة بالحقيقة، بالحقوق والواجبات المترتّبة على الفرقاء كافّة. فالمصارحة هي السير نحو البناء على الصدق وتحقيق الأفضل وليست لغلبة فريق على آخر، كما أنّها ليست لحصول فريق على دور يفوق دوره وواقعه، وهي ليست أيضًا لتسخير مؤسسات الدولة لغلبة فريق على آخر، فالمصارحة الطريق الأقصر للمصالحة المتينة".
وذكر أنّ "المصالحة هي السبيل الوحيد لتثبيت حياة مشتركة وطي صفحة الماضي والتطلّع إلى المستقبل، المصالحة هي ممارسة يوميّة تفتح الباب أمام البناء المشترك لتكريس مقومات الصمود الاجتماعي وتعزيز العيش الواحد والبناء على تفعيل المؤسسات خدمة للمجتمع"، مشيرًا إلى أنّ "من موقع الواثق نتصارح، ومن موقع الحق والحرص نتصالح، وانطلاقًا من ذلك، لا بدّ من التفكير بالمسار التاريخي للمصالحة التاريخيّة الّتي نعيش في ظلالها ونتمسّك بها، لأنّها تجسّد الطريق الأمثل لمستقبل واعد للبنان".
وأفاد شهيب بأنّ "أولويتنا ستبقى لوطننا وأهلنا، يوحّدنا ما اتّفقنا عليه في "الطائف" وأرسينا عليه سلمنا الأهالي بعيدًا عن سياسة المحاور وسياسة الاستقواء وسياسة التفرقة والتشرذم ومحاولات التطويع والإقصاء والإلغاء واستغلال النفوذ، والكيديّة والانتقام والتوتير والاستهداف والعزل وتركيب الملفات واستخدام القضاء غب الطلب".
وأعلن أنّ "وحدة الصف الوطني مبتغانا والهدف، لأنّنا نؤمن أنّ لبنان لكلّ أبنائه، ولبنان لا يكون إلّا لكلّ أبنائه ولا يستمرّ إلّا بإيمان كلّ أبنائه بالوطن الواحد، بالوطن الجامع. فليطمئن الجميع المصالحة بألف خير واضحت كالخبز اليومي لأبناء الجبل كلّ أبنائه، أمس واليوم وإلى أبد الآبدين".