مرّ القسم الأول من الصيف بلا موجات حرّ تُذكر، فكانت الحرارة عادية لهذا الوقت من العام، فترتفع حينا وتنخفض أحيانا ولكنّها ظلّت ضمن معدّلاتها الطبيعيّة بحسب كل منطقة، ولكن كما تغزو "الشتاء" عواصف قوية، تجتاح الصيف عواصف مماثلة، ولكن الفرق أن الاولى تحمل الثلوج والثانية تحمل "الجحيم"، وهذا قد يكون أقرب توصيف لما هو قادم الى لبنان بالأيام المقبلة.
قبل بداية الصيف الحالي، وفي شهر أيار تحديدا مرّ على طقس لبنان حرارة لم يعتد على مثلها في تلك الفترة، وما سيأتي الينا بالساعات المقبلة سيكون مشابها لحرّ أيار وربما أشد قليلا، ليكون الطقس معاكسا لما تشهده تركيا مثلا حيث تعيش مرحلة فيضانات في شمالها، وحرائق كبيرة في إزمير.
"منذ الاحد الماضي يعيش لبنان طقسا معتدلا بسبب انحراف الامطار نحو قبرص وجنوب شرق تركيا" يقول الخبير في أحوال الطقس الاب ايلي خنيصر، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى "ان الحال لن يبقى على ما هو عليه اذ أن المناطق المدارية بين وسط مصر والربع الخالي في شبه الجزيرة العربيّة تتحضّر لنشاط في الرياح الحارة، سيحرّكها المنخفض الهندي الموسمي الذي ستنهار قيم ضغطه من 1002hpa الى 992 hpa فتتمدد الكتل اللاهبة نحو تركيا وسوريا ولبنان وقبرص وسيناء وفلسطين ويكون آب بأيامه الأخيرة شبيهاً بأيار الذي شهد 3 موجات حرّ شديدة".
ويشير خنيصر الى أنه رغم حماوة الطقس المقبل الا أنه لا داعي للهلع، فلبنان لا يزال بمأمن عن جنون الطقس الذي تعيشه اوروبا مثلا، والتي تنتظر منخفضات عاصفة وغزيرة الأمطار جنوب فرنسا وشمال ايطاليا وجنوب المانيا ستسبب السيول والفيضانات وتساقط كبير لـ"حجارة" البرد، لافتا النظر الى أن الطقس الأكثر حرارة المتوقع في لبنان لهذا الصيف بين 24 آب و3 ايلول ستصل درجات الحرارة فيه الى 40 درجة بقاعاً، بينما ستصل الى حوالي 45 في دمشق.
اذا، نعيش اليوم في أوروبا "جنون الطقس"، ومردّ هذا الامر بحسب خنيصر الى اقتراب دخول نصف الكرة الارضية الشمالي في عصر نصف جليدي، مشيرا الى أن القادم على أوروبا في شهري تشرين سيكون مثلجًا جدا، ولبنان سيتأثر ولكن لم تتضح بعد نسبة التأثر.
بالمقابل، ومع كل موجة حرّ تضرب لبنان لا بد من التذكير ببعض اجراءات السلامة المطلوبة لحماية أنفسنا وأولادنا، وأهمها "ضرورة تجنّب اشعة الشمس الحارقة وعدم الجلوس تحتها على البحر مثلا، خصوصًا بين الساعة 11 قبل الظهر حتى الثالثة بعد الظهر، وشرب المياه بكميّات كبيرة، وعدم ترك الاطفال داخل السيارات المغلقة".
كذلك مع كل موجة حرّ يجب التنبّه لخطر اندلاع الحرائق، وفي هذا السياق تشدّد مديرية الدفاع المدني على تجنّب رمي كل ما من شأنه ان يشعل حريقا، كأعقاب السجائر، والزجاجات الفارغة، كذلك عدم استعمال المفرقعات خصوصا بالقرب من الغابات او الاعشاب الجافة، وعدم حرق الاعشاب اليابسة في هذا ظل الطقس الحارّ على الاطلاق.
الحرارة القصوى التي سجلت في بيروت كانت 40.2 وذلك في الاربعينات من القرن الماضي، فهل نقترب من هذا المعدل هذا العام؟!.