تمنى السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، أن "تكون الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الصحة العامة جميل جبق إلى إيران، حافزا جديدا ومؤثرا لدخول العلاقات الثنائية بين لبنان و إيران، خاصة في مجالات الدواء والتعليم الطبي والتعاون الصحي والعلاجي، مرحلة متقدمة و متطورة".
وخلال حفل أقامه المعهد العالي للسيد عباس الموسوي في "قاعة تموز" في بعلبك، لطلابه الناجحين والمتفوقين بالشهادات الرسمية في مختلف الاختصاصات، أشار فيروزنيا الى أنه "على الرغم من العقوبات الأميركية الظالمة بحق الجمهورية الإسلامية الايرانية، هناك مجالات متاحة وإمكانيات عديدة ومتنوعة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين و الشعبين. والأمل معقود بأن نتمكن سوية من تفعيل هذه الآفاق وترجمتها عمليا بشكل ملموس".
واعتبر أن "العقوبات الأميركية الجائرة بحق إيران، تعمل على الحيلولة دون وصول الأدوية والتجهيزات الطبية إلى إيران، الأمر الذي يعتبر جريمة في حق الإنسانية. الأميركيون يدعون زورا وبهتانا أن الأدوية واللوازم الطبية والمواد الغذائية مستثناة من هذه العقوبات، ولكن حقيقة الأمر هي أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع إيران من تأمين ما تحتاجه من دواء وعلاج. و لكن، على الرغم من هذه العقوبات اللاشرعية واللاإنسانية، فلن نسمح بحال من الأحوال، للولايات المتحدة الأميركية أن تحقق أهدافها المشؤومة، ونحن بحمدالله تعالى، طوال العقود الأربعة المنصرمة من عمر الثورة الإسلامية المباركة، تمكنا رغم كل الحصار الظالم الذي تعرضنا له، من تحقيق قفزة نوعية وتقدما منقطع النظير في كافة المجالات، وخاصة لجهة تصنيع الدواء وتأمين العلاج وتطوير العلوم الطبية، مما يعتبر مفخرة ووسام شرف يعلق على صدر الشعب الإيراني وكل الشعوب الإسلامية والشعوب الحرة والأبية في هذا العالم".
وأكد أنه "لا شك أن الولايات المتحدة تريد أن تنفذ مشاريعها البائسة، وأن تحقق أهدافها المشؤومة من خلال ممارسة الإرهاب الإقتصادي على الشعب الإيراني، وعبر زعزعة الأمن والإستقرار في ربوع المنطقة، واتباع سياسة التهويل والتهديد والتخويف، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح أبدا لهذه الأهداف أن تمر، ولهذه المشاريع أن تطبق".
ولفت الى أن "التطورات الإقليمية التي شهدناها خلال الأشهر الماضية، بينت بشكل جلي وواضح، وأكثر من أي وقت مضى، عزة واقتدار إيرانية ومحور المقاومة بشكل عام. لقد باتت إيران الإيرانية اليوم، ومعها جبهة المقاومة، أصلب عودا و أشد قوة وأكثر عزما من أي مرحلة سابقة. وهي على أتم الإستعداد لمواجهة كافة التهديدات الأميركية والإعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة وشعوبها".
وأكد أنه "بالنسبة للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وسوريا، لا شك أن الكيان الصهيوني يلعب بالنار في المنطقة، ولكنه سيندم من جراء لعبته الخطيرة هذه. وكما تلاحظون، كلما تقدم الجيش السوري مع حلفائه من جبهة المقاومة في ميادين القتال وألحق هزائم جديدة بالإرهاب التكفيري ، كلما ازدادت الإعتداءات الصهيونية على المنطقة . وهذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على أن الإرهاب الصهيوني و الإرهاب التكفيري هما وجهان لعملة واحدة ومكملان لبعضهما البعض".
واعتبر أن "هذه الأعمال الإجرامية و الهجمات الإرهابية لن تفيد هذا الكيان الغاصب في شيء . فمن المؤكد والمحسوم أن محور المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين، لن يسكت عن هذا العبث الإسرائيلي المتمادي، بل سيرد عليه بشكل حاسم ودقيق لقطع دابر هذه الإرتكابات الهمجية".
وشدد على "أننا نقف إلى جانب لبنان الشقيق، وندعم المقاومة بكل قوة في لبنان وكل المنطقة في وجه الإعتداءات الإسرائيلية. وقد أثبتت المستجدات الأخيرة أن محور المقاومة أصبح اليوم صفا واحدا كالبنيان المرصوص، في مواجهة التهديدات و الإعتداءات الأميركية الصهيونية المشتركة، مما يعني أننا قد دخلنا مرحلة جديدة من ترسيخ مكانة محور المقاومة في هذه المنطقة برمتها".