حملت غارة العدو الإسرائيلي الثلاثية، بُعيد الأولى من منتصف ليل أمس (الإثنين)، على مقر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، في جرود بلدة قوسايا - قضاء زحلة في البقاع الأوسط، جملة من الرسائل في توقيتها وأهدافها!
فهي جاءت:
- بعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ العدو عدواناً استهدف منطقة معوّض في الضاحية الجنوبية لبيروت بواسطة طائرتين مُسيّرتين.
- إثر ساعات قليلة من إعلان أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله عن أنّه سيتم التصدّي للطائرات الإسرائيلية المُسيّرة، عندما تدخل الأجواء اللبنانية، والعمل على إسقاطها.
- اعتماد الأسلوب ذاته، بطائرات مُسيّرة، وإنْ كان في غارة قوسايا من طراز MK، التي نفّذت 3 غارات، بفارق دقيقة، على الموقع.
- لتُشكل خرقاً للقرار الدولي 1701، الذي أوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، بعد 33 يوماً (بين 12 تموز 2006 و14 آب من العام ذاته).
وتضاربت المعلومات لجهة المُستهدف في هذا العدوان، حيث أُشير إلى أنّ المقر هو مركز قيادة لنجل أمين عام "القيادة العامة" أحمد جبريل، خالد، الذي يتولّى المسؤولية الأمنية والعسكرية في التنظيم، حيث جاءت بعد أيام عدّة من كشفه عن أنّ "رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي كان مدفوناً في مخيّم اليرموك في سوريا، وسلّمته روسيا إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنتيامين نتنياهو في شهر آذار الماضي، لم يكن كاملاً، بل ما جرى تسليمه هو النصف العلوي من الصدر إلى الجمجمة باستثناء الفك السفلي، حيث بقي الجزء السفلي بوضع جيد في مكان آخر من سوريا".
وتحدّى جبريل في حديث صحفي "قيادة الاحتلال الإسرائيلي نفي هذا الكلام".
وتردّد أنّ حركةً قد سُجِّلَتْ خلال الأيام الماضية في موقع "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" في قوسايا، ما أوحى بأنّ هناك أمراً ما يحدث، حيث كشفت مصادر مُتابعة عن أنّ "القيادة العامة" قد أخلت هذا الموقع منذ أيام عدّة".
ووضعت مصادر في "القيادة العامة" أنْ العدو الإسرائيلي يهدف إلى اغتيال خالد جبريل.
فيما أشارت مصادر أمنية إلى أنّ طائرات الـMK أطلقت 4 صواريخ، أصابت 3 منها الموقع، فيما لم ينفجر الصاروخ الرابع من دون وقوع إصابات.
وقد تصدّت مضادات "القيادة العامة" في المنطقة لطائرات الاحتلال التي تمكّن المواطنون من مُشاهدتها بوضوح خلال تنفيذ عدوانها.
واعتبرت مصادر مطلعة أنّ توسيع نتنياهو لدائرة العدوان بين لبنان وسوريا، وصولاً إلى الحدود العراقية، فضلاً عن فلسطين المحتلة، يهدف إلى استغلاله في حملته الانتخابية، في ظل المأزق الذي يُواجهه، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنّه لن يتمكّن من حصد مقاعد في "الكنيست" تخوّله تشكيل حكومة يمينة مُتطرّفة برئاسته بسهولة، بعدما فشل بنتيجة الانتخابات العامة السابقة في تشكيلها، ما يُهدّد مُستقبله السياسي، فضلاً عن مُواجهته قضايا الفساد التي يُحاكم بها، لذلك لا يُستبعد استمرار مُغامراته داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، وأيضا لبنان وسوريا وصولاً إلى العراق.
وهذه المرّة هي الأولى التي يُستهدف موقع "القيادة العامة" في جرود بلدة قوسايا منذ سنوات عدّة، ما يُؤكد أنّ العدو الإسرائيلي يسعى إلى تغيير قواعد اللعبة، بما في ذلك مُحاولات تغيير مهام "قوّات الطوارئ الدولية" وفق القرار 1701، والتي يتم التجديد لها من قِبل مجلس الأمن الدولي، في 31 الجاري، في وقت يناقش فيه مجلس الأمن الشكوى اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي.