أشار رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر إلى أن "كل الدول الراقية تقاس بمستوى رقي المجتمع المدني فيها ، فالدولة التي تقتل المجتمع المدني او تستعبده او تكون وصية عليه كأنه قاصر الى الأبد، مثلما كان النظام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي ، هي دولة متأخرة، طبعا هذا لا يعني اننا نبني مجتمعا مدنيا من دون الدولة، المجتمع يعمل برعاية الدولة وبدعم منها فيقوم المجتمع بمسؤولياته كما تقوم الدولة بمسؤولياتها ولا يلغى احد أحدا".
وفي كلمة له خلال ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام للاعلان عن برنامج إفتتاح المؤتمر السنوي السادس والعشرين للمدارس الكاثوليكية تحت عنوان "معاً نربّي: رهانات الشراكة في المدارس الكاثوليكيّة في لبنان"، أوضح مطر أنه "كنت رئيسا لكاريتاس لبنان مدة من الزمن، وكنا نذهب إلى ألمانيا حيث هناك كاريتاس مالطا، عدد موظفيها 400 الفا تدفع لهم الدولة وسألنا لماذا تعطون هذه الأهمية لكاريتاس لعمل الخدمة الاجتماعية، فقالوا انهم جماعة مندفعون ويحبون العمل، الدولة تعطي الخبز للخباز ويقوم الخباز بإطعام الجائع، الدولة المحترمة والمتقدمة تتبنى التعليم وتكون مسؤولة عنه، والدولة مسؤولة عن تعليم كل أطفال لبنان، ولكن كيف يقوم هذا العمل؟ يقوم حين تستفيد الدولة من عمل المجتمع المدني ومن تنظيماته ومن المدرسة الخاصة والمدرسة الرسمية معاً وتحتضن الجميع حتى يقوم الناس كلهم بهذا العمل ".
وسأل مطر: "أين هي الاموال، ولماذا ليس هناك اموالاً للتعليم، نترك هذا الأمر لمن يفكرون لنحل هذا الاشكال في أقرب وقت ممكن ونصل الى دولة بمستوى آماني شعبها ومجتمعها المدني. الشعب اللبناني، اقولها بصراحة، أعلى وارقى من دولته، نتمنى ان تكون الدولة بمستوى هذا الشعب حتى نتقدم".
بدوره أوضح مدير المدرسة الدوليّة الأنطونية الأب اندره ضاهر الأنطوني أنه "بعدما عالج المؤتمر الخامس والعشرون للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان معضلة استمراريّة رسالة المدرسة المسيحيّة كخدمة كنسيّة للمجتمع اللّبناني في ظلّ أزمة التّعليم الخاص، اختار المكتب التّربوي للأمانة العامة اشكاليّة الشّراكة التّربويّة لتكون موضوع المؤتمر السّنوي للعام الدّراسي 2019- 2020"، مشيرا الى انه "أمام المروحة الواسعة من التّحديات التي تطال الواقع التّعليمي، اختارت الأمانة العامة "التّربية معا" كموضوع جامع لشبكة المدارس الكاثوليكيّة في لبنان".
من جهته راى مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم أن "هذا المؤتمر يتطور سنة بعد سنة بالمواضيع التي يطرحها وللمؤتمر هذه السنة هدفان : الأول هو إعادة تحديث وضع الأمانة العامة ومواكبتها للتطورات، ومن يتابع عمل الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية منذ سنوات حتى اليوم يرى ان المدارس تطورت سواء بفريق عملها ام ببرامجها والصورة التي تجمع فيها كل المدارس الكاثوليكية، والهدف الثاني هو خلق نوع من التضامن والمشاركة الأوسع والأشمل بين المدارس الكاثوليكية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدارس من جهة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأهالي من جهة ثانية، والمدرسة الكاثوليكية تجاه تقاعس الدولة بالقيام بدورها سواء على الصعيد التربوي أم على صعيد دعم المدرسة الخاصة والمدرسة الكاثوليكية التي تقوم بمهام الدولة بتأمين التعليم، هناك أزمة كبيرة اذا لم يحصل التضامن بين المدارس سنقع كلنا بمشكلة كبيرة"، لافتا الى ان "هذا المؤتمر يدعو المدارس الى التضامن لان المدارس الكاثوليكية في لبنان في سفينة واحدة والأمانة العامة هي قبطان ومدراء المدارس هم البحارون على متن هذه السفينة، سفينة التعليم في الكنيسة، لذلك نتمنى النجاح لهذا المؤتمر كما نتمنى أن تتحمل الدولة مسؤولياتها في هذا المجال وتدعم المدرسة الكاثوليكية وكل المدارس الخاصة التي تقوم بمهمة التعليم كما يجب لأن قلبنا اليوم قسمان، القسم الأول مع المدرسة التي تؤمن استمرارية تثقيف شبابنا وأولادنا للمستقبل ليكونوا ضمانة هذا الوطن والقسم الثاني مع الاهل الذين تعلو صرختهم يوما بعد يوم ، المدارس تقوم بمساعدة الاهل ولكن الحاجة كبيرة، لذلك على الدولة ان تقوم بمسؤوليتها وتحكم ضمير الأمة والمسؤولين فيها لدعم هذه المدارس كي لا نصل الى مكان لا نتمنى أن تصل اليه وان نتجاوز جميعاً هذه الازمة ".