لفتت مستشارة وزير الثقافة لين الطحيني ممثلة محمد داود خلال اطلاق نقابة المهندسين في بيروت مباراة الأفكار للجناح اللبناني في معرض بيانال البندقية للعمارة 2020 إلى أنه "يسرني اليوم ان مثل معالي الوزير الثقافة الدكتور محمد داود بهالمناسبة التي تعني الكثير لوزارتنا، إصرار وزارة الثقافة على التعاون مع جميع المؤسسات والجمعيات والنقابات لتفعيل حضور لبنان بالمحافل الدولية، تأتي من قناعاتنا أن اللبنانيين لديهم من طاقات إبداعية ومهنية، قادرة على رسم معالم صورة مشرقة لبلدنا، صورة تعبر بصدق عن تميز أبنائه بمختلف المجالات وعن الحرص على ان يبقى لبنان، بفضل حس المبادرة الكبيرة عند اللبنانيين، عنوان التجدد والنجاح. وفي هذا الاطار ليس من الصدفة تعيين الأستاذ هاشم سركيس مدير بينال فينيسيا لعام 2020 أستاذ هاشم اشكرك لحضورك معنا اليوم، وجودك يعني لنا الكثير ويشجعنا ويحدونا الامل ان تكون الاعمال اللبنانية بفينيسيا 2020 موضع فخر وتميز يليق في لبنان وبالادارة الحدث".
وأشارت إلى أن "مباراة الأفكار للجناح اللبناني في معرض بينال العمارة - البندقية التي تطلقها نقابة المهندسين في لبنان بالشراكة مع وزاراتنا تعني ببساطة ان المستوى الأكاديمي والمهني في لبنان عموما وبمجال الهندسة المعمارية خصوصا اصبح بأفضل المعايير العالمي على الرغم من الصعوبات والمحن والأزمات السياسية او الاقتصادية. والفضل في هذا التقدم يعود من دون شك الى إصرار ومثابرة مؤسساتنا التعليمية، العامة والخاصة، ورفضا المساومة على نوعية التعليم، والعمل دوما على رفع المستوى الاكاديمي الذي يفيد لبنان على المدى المتوسط والبعيد، ويضمن لاجيال الطلاب تحصينا كافيا بالعلم يعزز قدرتهم على دخول أسواق عمل منافسة لا ترحم وبمستوى عال جدا"، لافتةً إلى أن "لا تنصف الهندسة المعمارية اذا انحصرت بالبناء والعمران، لانه في الجوهر اختصاص يجمع في الوقت ذاته بين العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية، وليس سرا ان للثقافة بشقيها الاجتماعي والانساني دور كبير بتنمية شخصية المعمار الذي يرتبط نجاحه حتما بقدرته على الجمع بين البناء بمعناه الضيق، وبين وقدرته على فهم وترجمة احترام مجموعة من العناصر المجتمعية والإنسانية والتاريخية والبيئية لما ينجز أي عمل".
وأضافت "موضوع مسابقة هذه السنة "كيف نعيش معا"؟ يعبر بشكل واضح عن معضلات دولية متعددة يحتاج عالمنا الواسع الى فهمها من خلال تقدم أصحاب الاختصاص حول عمرانية تتماشى مع التقدم الكبير الذي يشهده عصرنا الحالي على مختلف المستويات بالربع الأول من القرن ال 21 لكن هذا الموضوع يرتبط أيضا بشكل مباشر بلبنان الذي كان عبر تاريخه وبمحطات كثيرة مهمة مختبرة لمعضلة كيفية العيش معا، وكلنا امل بأن تثبت اعمال المتبارين والفائزين مرة جديدة وبمحفل دولي كبير، ان التجربة اللبنانية تحمل بشقها الإيجابي في هذا المجال تحديدا، عناصر مفيدة جدا لتطور عالمنا".
من جهته، أوضح رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين جاد تابت "أنها المرة الثانية التي يشترك فيها لبنان في هذا المعرض بعد مشاركته الأولى سنة 2018، لكن ترتدي مشاركتنا اليوم أهمية خاصة كون أمين المعرض الذي عين هذه السنة هو زميلنا المعمار هاشم سركيس، عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة MIT الأميركية"، مشيراً إلى أنه "يدور موضوع المعرض لهذه السنة كما اختاره هاشم سركيس حول إشكالية قد تمثل في الحقيقة السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه بإلحاح في عالمنا اليوم: كيف سنعيش سويا؟ ففي ظل اتساع الانقسامات السياسية وتزايد التفاوت الاقتصادي والاجتماعي، وتراجع قيم العدالة والمساواة، ودخول العالم في عصر الهجرة الكونية، حيث ينتقل عشرات الألوف من بلد إلى آخر ويجوبون البحار هربا من الفقر والجوع والموت، في ظل ما نشهده ايضا من ردود فعل تجنح نحو المزيد من التعصب والانكماش على الذات ورفض الآخر، يتطلب اختيار هذا السؤال ليشكل محور معرض البندقية 2020 جرأة حقيقية اذ أنه يضع الاصبع على مكان الجرح وهو يخاطبنا نحن المهندسين والمعماريين ولكن أيضا كافة رجال الفكر والثقافة والفن لنتساءل حول كيفية إيجاد السبل التي تسمح بتأسيس هذا العقد المكاني الجديد The new spatial contract الذي يدعو اليه هاشم سركيس. كيف يمكن لنا كلبنانيين أن نجيب على هذا السؤال؟".