لفت النائب السابق غازي العريضي، خلال إلقائه كلمة رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، في تشييع منطقة الجبل، نديم عبد الصمد في مأتم رسمي وشعبي مهيب أُقيم في بلدته عماطور الشوف، إلى "أنّنا نودّع اليوم رمزًا نضاليًّا وطنيًّا فلسطينيًّا عربيًّا إنسانيًّا أمميًّا وأخلاقيًّا كبيرًا، عاش حياته لأجل الحرية والعدالة والتقدّم الاجتماعي، وترك سيرة ومسيرة الّذي نشأنا على اسمه إلى جانب المعلم كمال جنبلاط".
وأوضح أنّ "عبد الصمد تميّز بفكره وتواضعه وترفّعه ومواقفه الوطنيّة وجهاده وثباته في كلّ المواقع السياسيّة. كان رمزًا استثنائيًّا، كان إلى جانب المعلم صامدًا، ومع الأحزاب الوطنيّة في المظاهرات دفاعًا عن العمال. كان جزءًا أساسيًّا من حركة التغيير. وبعد اغتيال المعلم والتاريخ في الحركة الوطنية، استمرّ إلى جانب رئيسنا وقائدنا وحافظ هيبة موقعنا وعزّتنا بلبنان، عنيت وليد جنبلاط أبيًّا شامخًا حتّى جاء الاجتياح الإسرائيلي، كان مقاومًا دفاعًا عن بيروت ولبنان والقضية الفلسطينية وثورتها".
وركّز العريضي على "أنّنا نودعك ونحن نخرج من أزمة ومحنة ومعركة سياسيّة كبيرة خطيرة جدًّا، لو قدّر لمشروعها لينجح لأخذ البلد بالكامل إلى مكان مخالف لكلّ نضالنا وتاريخنا، لكنّنا خرجنا من الأزمة بموقف كبير ومنعنا الفتن بكلّ أشكالها الداخليّة أو المذهبيّة أو الطائفيّة، وثبّتنا الأسس الّتي التزمناها، وأبرزها المصالحة الّتي رأى فيها كثيرون غير ناجزة وليست كاملة ولم تتحقق، وإذ بها على ألسنة الجميع". وشدّد على أنّ "المصالحة الوطنيّة راسخة منيعة لا يهزها شيء، والسبب هو ثبات الموقف الوطني بقيادة الزعيم الوطني وليد جنبلاط والتفاف الناس الأوفياء الشرفاء والحرصاء على البلد ووحدته وتراثه وتاريخه، لأنّ كثيرين لا يعرفون هذا التاريخ كانوا يطيحون بكلّ شيء فيه".
وأشار إلى "أنّنا قد خرجنا من أزمة، ومقبلون على أزمة جديدة نذهب بشأنها إلى اجتماع الإثنين المقبل، وهي الأزمة الماليّة الخطيرة والاقتصاديّة الاجتماعيّة الّتي تهدّد لبنان أيضًا، وما يعنينا في الأزمتين الأولى في ذهاب الجميع إلى الاتفاق وتكريس ما التزمنا به نحو مرحلة جديدة على المستوى الوطني العام، والثانية في ذهاب الجميع إلى نقاش علمي موضوعي منطقي واتخاذ قرارات على مستوى المسؤوليّة، لكن الأهميّة التوافق بعد القرار على أن يلتزم الجميع بها وتغيير الذهنيّة والعقليّة، لأنّ ثمّة أسبابًا أدّت إلى ما وصلنا إليه اليوم، ولا يمكن أن تستمرّ بالإدارة ذاتها للشأن العام والمال وما عرض البلد الى هذه المخاطر واحتمال الانهيار". وبيّن "أنّنا أمام فرصة لا بدّ من اقتناصها، وعلى هذا الأساس سنذهب إلى النقاش، ونقول رأينا، لكن الأهم التزام الجميع بتغيير المسار في السنوات المنصرمة الّذي أوصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم".
من جهته، نوّه السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، إلى أنّ "الراحل من المناضلين القدامى الكبار والمستشرقين البارزين. لقد كانت لنا معه روابط وعلاقة صداقة ونضال متواصل لأجل حقوق الشعوب، كما لفلسطين سعيًا إلى الحلّ العادل والشامل للقضية، وسيبقى دائمًا في قلوبنا".
أمّا ممثّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فتحي أبو العردات، فلفت إلى أنّ "نديم عبد الصمد، القائد العروبي والشيوعي والأممي اللبناني الفلسطيني، عاش مناضلًا صلبًا عنيدًا ورئيس المجلس الوطني الأسبق لـ"الحزب الشيوعي" ورفيق الراحلين ياسر عرفات وكمال جنبلاط. أمضى عمره بمعظمه في معارك النضال، لا سيما كأمين عام للجبهة المشاركة في الثورة الفلسطينية".
وركّز على أنّه "قد غادرنا بعد مسيرة نضاليّة مشرفة نعتزّ بها، وقف بها إلى جانب شعبنا الفلسطيني وحقوقه ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، دفاعًا عن عروبة لبنان واستقلاله وأمنه وفلسطين وقضيتها والعمال والفقراء، إضافة إلى القضايا المطلبيّة، إلى جانب الزعيم القائد كمال جنبلاط".