منذ أن حصل الإعتداء الأخير على الضاحية الجنوبية بطائرتين مسيّرتين، ومنذ أن أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووعد بالرد على اسرائيل، والسؤال واحد على ألسنة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، متى سيرد حزب الله؟.
منهم من إعتبر أن الرد قد يحصل خلال الأسبوع الجاري، ومنهم من توقع أن يكون خلال أيام عاشوراء، وبين الرأي الأول والثاني، هناك من إستبعد إحتمال قرب الموعد قريب، وهذا ما هو أقرب الى واقع الحال. لماذا لم يرد حزب الله في الأيام الأولى التي تلت الإعتداء؟ تجيب المصادر المطلعة، أولاً لأنّه يجب أن يكون مدروساً وموجعاً للعدو، وثانياً لأن حركة أمل تعدّ العدّة لحشد جماهيري إستثنائي السبت في النبطية إحياءً لذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، والكلمة الرئيسية في هذه الذكرى ستكون لرئيس مجلس النواب والحركة نبيه بري، لذلك لم يكن من الممكن أبداً أن يرد حزب الله على إسرائيل خلال الأيام القليلة الفائتة معرضّاً إحياء هذه الذكرى السنوية التي تعني الشيعة كثيراً لخطر الإلغاء بسبب احتمال أي ردّ إسرائيلي على رد الحزب، ومن يقرأ في السياسة جيداً يعرف أن حزب الله لا يمكن أن يعكّر علاقته السياسية بالحركة خصوصاً عندما يكون العنوان الإمام الصدر، وخصوصاً أيضاً أن رده على إسرائيل ليس محكوماً بيوم أو بساعة.
هذا بالنسبة الى الأسبوع الجاري، أما بالنسبة الى الأسبوع المقبل، فتجزم المصادر المطلعة بأن الحزب لن يردّ لأن أيام عاشوراء تخصص عادة للتعبئة الدينية ولإقامة الليالي العاشورائيّة التي تلقى فيها الخطب القرآنية عن الإمام الحسين والسيدة زينب، وبهذه الليالي يشدّ حزب الله وحركة أمل العصب الشعبي، وبالتالي ليس من مصلحته أبداً ضرب هذه الفترة الدينية برد على إسرائيل.
أيضاً وأيضاً بحسب المصادر المطلعة، لم يرد حزب الله في الأيام الأولى التي تلت الإعتداء ولن يفعل في الأيام القليلة المقبلة، لأن من مصلحة قيادته أن يبقى الوضع في الداخل الإسرائيلي على حال الرعب القائمة منذ أن أطل السيد نصرالله وقال ما قاله، ولأن المعنويات التي يكتسبها شعبياً في الجنوب والبقاع والضاحية بسبب غياب الدوريات الإسرائيلية عن الحدود الجنوبية وغياب المزارعين خوفاً من ردّ الحزب، قد توازي من حيث أهميتها ما يمكن أن يكتسبه الحزب شعبياً بعد رده.
أضف الى كل ما تقدّم، عندما يتوعد السيد نصرالله الإسرائيليين برد موجع، يجب التحضير له، وكي يأتي موجعاً يجب ألا يكون متسرعاً، هذا من دون أن ننسى أن الأمور العسكريّة لها توقيتها وظروفها المؤاتية، وقد تفرض هذه الظروف نفسها على أي إعتبار آخر حين تكون الفرصة سانحة، وحين يرى الحزب أن الضربة في هذه اللحظة ستلحق أكبر ضرر ممكن على الإسرائليين.
لكل ما تقدم، لم ولن يكون في محله أي كلام عن ضربة للحزب على إسرائيل. وهي ستكون في اللحظة التي يجب أن تكون فيها وإذا كان التحضير لها سرياً فالإعلان عن حصولها لن يأخذ وقتا طويلا.