لفت رئيس "حركة النهج" النائب السابق حسن يعقوب، خلال احتفال نظّمته "مؤسسة الدكتور محمد يعقوب للتنمية" و"حركة النهج"، تحت عنوان "الحقيقه المخفية"، بمناسبة الذكرى الـ41 لتغييب الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين، إلى أنّ "واحدًا وأربعين عامًا والشمس تزاور عنهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال. عجيبة هذه المؤامرة"، سائلًا: "أيعقل أنّ المؤامرات في التاريخ تُكشف إلّا هذه؟ ما هذا الخفاء؟ وما هذه القدرة الخفيّة الّتي لأقفلت الكهف وحجبت نور الشمس؟". وبيّن أنّ "دولًا وممالك شهدت مؤامرات خفيّة، لكن كشفها لم يستغرق نصف هذه المدّة. سنين تاريخية معروفة. قدر بقدر يا موسى".
وتساءل: "هل إنّ الهدف من المؤامرة يزول أثره بعد جيل، أو انّ الذاكرة الإنسانيّة تتلاشى بعد جيل؟ لماذا يريدون إبقاء الحقيقة مخفيّة رغم انقضاء جيلين وازدادوا عامًا؟ لماذا الإصرار على طمس هذه القضية؟"، مركّزًا على أنّ "الحقيقة هي أنّ أيّ مساس بالحقيقة المخفية هو كفر وخيانة وخروج عن الوفاء والدين، وتشريع لارتكاب كلّ الفضائح والمحرمات، وربّما تخرجك من اسمك وكنيتك وتاريخك ويبدأ العمل على استئصال الذاكرة، ويأتي جيل ينكر انّ والدك مخطوف أصلًا، فهو رفيق بلا اسم فيكون قد حصل تغييب التغييب".
وشدّد يعقوب على أنّ "الحقيقة الواضحة هي أنّ اعتقل في قضية والدي وتستخدم تعسفيًّا كلّ السلطات السياسية والقضائية والامنية لتحقيق الاغتيال السياسي. لكنّهم لم يدركوا انّهم وقعوا في شرّ أعمالهم، وأنّ ذلك كان اختياري أن أتجرّع الألم وشعر بدفئ أبي والإمام وقربهم". ونوّه إلى "أنّني تعرّفت على الشيخ والإمام في الاعتقال ظلمًا. تعرّفت عليك يا شيخ المظلومين وأحسست بلهيب قلبك في ساعات الوحدة وظلمة الاعتقال. هناك معك القلب يحترق والدموع تغلي والوجود يصبح رمادًا والإحساس صرخة تدوي في السماء تنبع من قلب ملؤه الألم".
وأشار إلى أنّهم "ظنّوا انّهم انتصروا في حركة النفاق وانّهم ضلّلوا الناس، لكنّهم لم يعرفوا انّهم عند اعتقالنا أبلغوا العالم أننا على حقّ. عرف الناس أنّ حرمتنا من الله عندما اتّهكوا حرمنا، وعرفوا أنّ الله حامينا عندما أقدموا على قتلنا وسفك دمائنا". وتوجّه إليهم بالقول: "استمرّوا في في طغيانكم وكيدوا كيدكم، فإنّ الحقيقة ليست مخفية لكنّها تزداد ظهورًا وإشعاعًا، ونورها قد أضاء كلّ الوعي وأعمى بصيرتكم".
وأكّد أنّ "إدارة تغييبكم أفلست، وانتهى مكركم لأنّ الاعتقال والاعتداء والحصار والاغتيال السياسي وتهديد الإعلام وتخويف الناس والانصار واستخدام المرتزقة، وصولًا إلى الاغتيال الجسدي والتطاول على تغييب الشيخ محمد يعقوب ومعاقبته في تغييبه، فقط لأنّ أباءه أحرار لا يهنون ولا يخافون ولا يساومون، وكأنّه أعاده الله لم يكفه سرقة تراثه ونضاله وتغييب تاريخه، بل سرقتم مؤخّرًا مسجده وحرابه".