لم تنجح الوساطات الدبلوماسية في ثني حزب الله عن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت عمق الضاحية الجنوبية ومقاومين تابعين له في منطقة عقربا السورية.
مصادر دبلوماسية كشفت لـ«اللواء» معلومات خاصة وصفتها بالحساسة عن «ان اسرائيل تتوسط لدى الروس للضغط على حزب الله لاعادة التزامه مجددا بقواعد الاشتباك السابقة وتحديدا القرار 1701».
المصادر ذاتها اكدت بان العدو الاسرائيلي ابدى استعداده لتقديم تعهدات بعدم استهداف مقاومين لحزب الله في سوريا مجددا او خرق القرار 1701 شرط التزام الحزب بقواعد الاشتباك السابقة، كاشفة عن وساطات لكل من اميركا وفرنسا وروسيا ومصر لاعادة احياء القرار الدولي 1701 الذي صدر عن مجلس الامن في اعقاب العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006.
ومن المعلومات التي كشفتها المصادر الدبلوماسية، اتصال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بجهات رسمية لبنانية منها رئيس الحكومة سعد الحريري للضغط على حزب الله لوقف عمليته العسكرية ضد اسرائيل، والاكتفاء بالرد الذي استهدف آلية عسكرية للعدو قرب مستعمرة افيفم كرد مزدوج عن مسيرات الضاحية واستشهاد عنصري الحزب في سوريا.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر ايضا عن عروض قدمتها ادارة ترامب للحزب والدولة اللبنانية عبر وسطاء اوروبيين تتضمن تقديم تعهدات اميركية بلجم اسرائيل والتزامها بالقرارات الدولية من جهة وعدم تصعيد واشنطن ضد لبنان لجهة تاخير اصدار عقوبات جديدة ضد حلفاء حزب الله او جهات اقتصادية على صلة به من جهة اخرى، شرط التزام الحزب مجددا بقواعد الاشتباك السابقة خصوصا بالقرار الدولي 1701 اضافة الى تعهده بعدم استهداف سلاح الجو الاسرائيلي.
ولكن المفاجىء بالنسبة لبومبيو والادارة الاميركية ودوما بحسب المصادر كان التزام الحريري تحديدا ومعه طبعا كل من رئيسي الجمهورية ومجلس النواب بما يقرره الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وهو ما اعتبرته ادارة ترامب بمثابة خرق اخر للقرارات الدولية، محملة الحريري رسالة تهديد الى المعنيين في لبنان بزيادة الضغوطات الاقتصادية والسياسية في حال اصرار الحزب على موقفه التصعيدي ضد العدو الاسرائيلي.
الا ان اللافت في كلام المصادر اشارتها بوضوح الى ان الحرب بين لبنان واسرائيل ما زالت قائمة ووفقا للمعلومات المتوافرة فان الحزب رفض كل العروض والوساطات لاعادة الامور الى ما قبل تاريخ 25 آب، وكما تشير المعلومات فان الحزب على جهوزية تامة وما زال في حالة استنفار لمواجهة اي تهور اسرائيلي، في حين تبدو قيادة العدو مستنفرة ومتاهبة للحرب رغم كل مناشداتها لمنع وقوع اي حرب مع حزب الله.
وفي هذا السياق، فان معلومات المصادر الدبلوماسية تشير الى امكانية شن رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدوان ضد لبنان قبل الانتخابات الاسرائيلية في ١٧ ايلول الجاري لتأجيلها لا سيما وان كل الاحصائيات تشير حتى الآن الى خسارته.