اعتبرت صحيفة "الراية" القطرية أن "اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس اسرائيل رؤوفين ريفلين لمدينة الخليل، يُشكل تصعيداً خطيراً واستفزازاً لمشاعر المسلمين، وإن هذا الإجراء التصعيدي يأتي في سياق استمرار الاعتداءات على المقدّسات الإسلامية والمسيحيّة، سواء في مدينة القدس أو مدينة الخليل ولذلك فإن إسرائيل تتحمل التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتانياهو والذي يهدف لكسب أصوات اليمين المتطرّف الإسرائيلي، كما أن هذا الاقتحام يجيء ضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف".
وأكدت أنه "من المهم أن يدرك الاحتلال عواقب هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجرّ المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمّل نتائجها وعواقبها، ومن هنا فإن المطلوب أن يتدخل المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة خاصة منظمة "اليونسكو"، من أجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيليّة المتكرّرة ضدّ مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي"، مشيرةً إلى أن "المقدسات الفلسطينيّة ستبقى عربيّة إلى الأبد رغم محاولات إسرائيل مصادرتها وتدنيسها، وإن اقتحام ريفلين ونتانياهو الحرم الإبراهيمي سيزيد الفلسطينيين إصراراً للتمسّك بأرضهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية، وإن هذه الجريمة الجديدة هي امتداد لما يحدث كل يوم من تدنيس وانتهاك بحق المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي يؤكّد إصرار حكومة نتانياهو على المضي قدماً في تفجير الأوضاع وجرّ المنطقة لحرب دينيّة، والمضي في رعاية الاستيطان والتطرّف والإرهاب والقتل والتصعيد الذي ينذر بمزيد من سفك الدماء. ولذلك فمن المهم أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل فوري من أجل التصدي لغطرسة الاحتلال وإنقاذ المنطقة من المصير المجهول الذي يرسمه نتانياهو".
وأشارت إلى أنه "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة باعتبار أنه يُمثل تنصلاً إسرائيلياً من أي التزام تجاه العملية السلميّة مع الفلسطينيين، ومن هنا فإن ما تخطط له حكومة الاحتلال عبر اقتحام الخليل وتدنيس القدس الشريف يدقّ ناقوس الخطر بأهمية التحرّك العربي والإسلامي والدولي لمواجهته باعتبار أن هذه المخططات تشكل تهديداً مباشراً ليس للفلسطينيين فحسب وإنما للاستقرار في المنطقة برمتها، خاصة أن إسرائيل ظلت تستغلّ سياسة الإفلات من العقاب وعجز المجتمع الدولي عن مواجهتها من أجل التنكيل بالفلسطينيين ومصادرة أراضيهم واقتحام المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة".