افتتح وزير الصحة العامة جميل جبق المؤتمر الطبي الثاني الذي نظمته الجامعة الأميركية في بيروت للتشخيص والعلاج من الأمراض السرطانية والمستعصية ولا سيما البروستات والغدد الصماء بواسطة المواد الذرية.
وأكد جبق أن "هذا المؤتمر هو واحد من المؤتمرات النادرة الذي يعرض احدث التقنيات الطبية لمعالجة عدد من انواع السرطان بالمواد الذرية وهو علاج اثبت نجاحا متميزا على اكثر من صعيد"، مشيرا الى أنه "بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، يعتبر السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم وقد حصد عام 2015 فقط أرواح 8.8 مليون انسان وتسبب بوفاة 1 من 6 وفيات تقريباً على مستوى العالم. والإحصاءات الجديدة تشير إلى أن السرطان هو السبب الأول للوفاة في العالم وتُمنى البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل بنسبة 70% تقريباً من الوفيات الناجمة عن السرطان".
ولفت الى أن "ثلث وفيات السرطان تحدث تقريباً بسبب عوامل الخطر السلوكية والغذائية الخمسة التالية "ارتفاع نسب كتلة الجسم وعدم تناول الفواكه والخضار بشكل كاف وقلّة النشاط البدني والتدخين والكحول ويمثّل التدخين احد الاسباب الرئيسية البارزة والخطيرة المرتبطة بالسرطان، وهو المسؤول عن ما يقارب 22% من وفيات السرطان حول العالم"، مؤكدا "المضي قدمًا في تنفيذ القانون 174 المتعلق بمنع التدخين في الأماكن المغلقة والحد من آثاره السلبية على الأطفال والعجز. وقال إن البداية كانت في الإعلان عن وزارة الصحة خالية من التدخين، وسيعمم الأمر على سائر الوزارات في لبنان والأماكن المقفلة بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والسياحة".
وأوضح أنه "امام تنامي هذا الواقع المرير، وتطور الحالات ومحدودية القدرات العلمية الطبية في البلدان محدودة الدخل مثل لبنان ، تبرز بعض الجامعات الطبية وفي طليعتها الجامعة الاميركية لتسجل ابتكارا اثبت نجاحا لافتا هو العلاج بالمواد الذرية وهو موضوع هذا المؤتمر"، مؤكدا أنه "في لبنان يرتفع عدد مرضى السرطان نتيجة ما يعانيه بلدنا من تلوث بيئي يتطلب دق ناقوس الخطر لأن عدد المصابين بالسرطان بات مخيفًا. وتبلغ كلفة علاج مرضى السرطان في وزارة الصحة سنويًا حوالى مئتي مليون دولار، رغم أن الحاجة الحقيقية قد تصل إلى أربعمئة مليون دولار، لأن في لبنان ما يزيد عن ثلاثة عشر ألف مصاب بالسرطان يتلقون العلاج".
وشدد على أن "هناك إنجازات طبية تتم في لبنان بعلاج سرطان الغدد بالمواد الذرية، والجديد في الجامعة الأميركية إنجاز علاج سرطان البروستات الذي يخفف أوجاع المريض ويحسّن حالته إلى درجة كبيرة، وهذا أمر واعد على صعيد لبنان والشرق الأوسط في علاج الأمراض المستعصية على أمل الاستكمال والوصول إلى نهاية سعيدة في علاجات الأمراض المستعصية"، مؤكدا أن "الجامعة الأميركية رائدة في هذا الموضوع بجهود المتخصصين فيها، على أن تقدم وزارة الصحة العامة التسهيلات ليعود لبنان كما كان في السابق وجهة للإستشفاء ومنارة الشرق الأوسط في هذا المجال".