لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال زيارته بلدة وادي بعنقودين، ضمن جولة له في شرق صيدا، إلى أنّ "هذه الزيارة عزيزة على قلبي وكنت أسمع من المطارنة عن وادي بعنقودين، هذه البلدة الوادعة والحلوة بشعبها وبقلوبكم، وهذه فرصة سعيدة جدًّا أن التقى بكم اليوم". وخاطب أهالي البلدة قائلًا: "أنا هنا معكم لأحيّيكم، أنتم الّذين قدّمتم 18 شهيدًا بأحداث عام 1985. هؤلاء الشهداء وضعوا وشاح حزن على بلدتكم وهم شفعاء لكم في السماء ويعطونكم اليوم ويساعدونكم".
ونوّه إلى أنّكم "في هذه المنطقة مررتم بأحداث أليمة وصمتم، ولكن هذا يعلّمنا أنّ يد العناية الإلهية حاضرة، وأنّ سيّدة لبنان هي شفيعتكم، وأنتم تغلّبتم على كلّ الصعاب، وهذا دليل على أنّنا جماعة تؤمن بأنّ الرب حاضر والكلمة الأخيرة هي لله وليست للبشر، ومهما عمل البشر الكلمة الـخيرة ليست لهم".
وانتقل البطريرك الراعي بعدها إلى بلدة لبعا، حيث بيّن "أنّنا أكثر من سعداء أن نكون معكم في بلدة لبعا، لأكثر من سبب، والسبب الجوهري والأساسي أن نلتقي بتأثّر حتّى ندشّن شارعًا باسم مثلث الرحمة البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الّذي من سمائه اليوم يبتهج ويبارك ويصلي ويدعو لكم جميعا".
وهنأ رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي وأبناء لبعا، على "هذه المبادرة الحلوة وعرفان الجميل للبطريرك صفير، وهذا فخر كبير بالنسبة لنا أن نكون معكم هنا بهذه البلدة، وجميل أن يكون هنا هذا الشارع باسم البطريرك الكبير المحبوب من كلّ اللبنانيين كما بدا يوم وفاته وأيام التعازي".
وذكر أنّه "حين كان صفير مطرانًا شابًّا في عام 1962، تعرّفنا عليه والعلاقات توطّدت أكثر وأكثر، وحين انتُخب في عام 1986 كنت أنا أنصّب نائبًا بطريركيًّا مكانه في بكركي، وعشنا معه 4 سنوات حلوة تعرّفنا عليه بشخصيّته الروحانيّة ومعرفته للبنان واللبنانيين ومعرفته العميقة للسياسة والسياسيين، هو الّذي واكب البطريرك المعوشي من ثمّ البطريرك خريش"، مشيرًا إلى أنّ "بهذا الصمت تعرّف على الجميع، وكان بالنسبة لنا مدرسة كبيرة جدًّا، وبخاصّة بتجرّده وتواضعه وعدم ادعائه أبدًا. ولا مرة قال كلمه فيها أيّ ادّعاء".
من ثمّ، توجّه الراعي لغرس شجرة زيتون في حديقة لبعا، وتمّ افتتاح شارع باسم البطريرك الراحل صفير.