نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مقربين من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قولهم ان "باسيل أكد ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بدأ يصوّب على العهد بعد اتفاق معراب مباشرة، مع انّ التيار قاتلَ من أجل منح القوات حصة وازنة في الحكومة السابقة، واختلف في هذا الشأن مع الرئيس سعد الحريري وآخرين".
ولفت باسيل الى أنه تساهَل كثيراً مع القوات في مرحلة ما بعد المصالحة، لكن ما فاجأه آنذاك انّ جعجع انزعج من كون حصة التيار ورئيس الجمهورية بلغت في الحكومة السابقة 9 وزراء، حتى انه تضايَق من وجود الوزير السابق بيار رفول ضمن الكتلة الوزارية للرئيس ميشال عون، على الرغم من انه أقرّ بموجب اتفاق معراب انّ هناك حصة مستقلة لرئيس الجمهورية. واستغرب باسيل أن "وزراء جعجع لم تكن لديهم لا شغلة ولا عملة سوى الهجوم على وزراء التيار، خصوصاً وزير الطاقة، بحيث تحولوا جميعاً الى وزراء طاقة وأهملوا ملفاتهم".
وأفادت معلومات اللقلوق انّ باسيل التقى قبل مدة قصيرة صديقاً مشتركاً مع جعجع، زاره بطلب من رئيس القوات في إطار محاولة لترميم الجسور، فأبلغ اليه باسيل أنه مستعد للتعامل بإيجابية مع مسعاه التوفيقي، شرط ان يتعهّد جعجع بوقف حملات التجني والافتراء على التيار، لأنّ اتهاماته غير صحيحة.
وروت الاوساط انّ باسيل قال للوسيط: "مع أنّ جعجع يعرف ضمناً الحقيقة، لا بأس في ان يسأل ايضاً الذين يمولونه، فهؤلاء خبراء في مجال الطاقة ويعرفون الوقائع جيداً". وأضافت "زار فاعل الخير معراب، ثم عاد الى باسيل وأبلغ إليه انّ جعجع موافق على ما طرحه. لكنّ رئيس القوات عاوَد بعد فترة إطلاق النار على التيار ورئيسه، فالتقى الوسيط باسيل مجدداً، واعتذر منه وقرر الانسحاب من وساطته".
ونقل زوار باسيل عنه قوله انّ جعجع يظن انّ بإمكانه الجَمع بين اتهام التيار بالفساد ورفع شعارات شعبوية ليزيد شعبيته من جهة، وبين المطالبة بالشراكة مع التيار نفسه في الدولة من جهة أخرى، جازماً بأنّ هذه المعادلة لا يمكن القبول بها.نقل زوار اللقلوق عن باسيل ارتياحه الى الاجتماع مع النائب تيمور جنبلاط، لافتاً الى انّ تيمور شاب واعد وإيجابي، واللقاء بينهما كان جيداً.
كما نقل زوار اللقلوق عن باسيل قوله انّ لقاء المصارحة والمصالحة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي هو أمر إيجابي؟ وكشف القريبون منه انّ الاميركيين كانوا قد تواصلوا معه بعد حادثة قبرشمون وأبدوا قلقهم من وجود محاولة لعزل جنبلاط او تطويقه، مُشددين على انه خط احمر، فأكد لهم وزير الخارجية عدم وجود اي محاولة من هذا النوع، مشيراً إلى انّ النائب السابق جنبلاط غير معزول ولا احد يسعى الى إلغائه، "ما تفزعوا عليه، وأنا متأكد من انه سيلتقي مجددا مع حزب الله".
على خط آخر، نقل المقربون من باسيل عنه قوله انّ الطبقة السياسية لم تعد تملك ترف إضاعة آخر الفرص الممكنة للخروج من الازمة الاقتصادية - المالية المُستفحلة، معتبراً انّ هناك فرصة أخيرة للانقاذ لا تتجاوز مساحتها حدود الأشهر القليلة المقبلة، ومحذّراً من انّ التفريط بها سيؤدي الى نتائج كارثية.
ولفت الى انّ المطلوب قرار سياسي كبير وشجاع بتنفيذ مجموعة من الاجراءات العلاجية الضرورية والفورية، مشدداً على انّ الوقت حان لتتخلى القوى السياسية طوعاً عن امتيازاتها في مرافق الدولة وقطاعاتها، والّا فإنها ستخسرها مُكرهة بعد حين، وعندها لن تطير الامتيازات فحسب، بل الدولة ايضاً.
ونبّه الى انّ بعض السياسيين ما زالوا غير مصدّقين انّ الانهيار سيحصل، ما لم يتم تداركه بمجموعة من التدابير الرامية الى مكافحة مكامن الهدر والتنفيعات.