رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية "انتخابات الرئاسة اختبار للديمقراطية الناشئة في تونس"، مشيرة إلى أن "وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي أدت إلى تبعثر القوة العلمانية على نطاق واسع في البلد، وأن ما يبقيها متماسكة إلى حد ما هو معارضة حزب النهضة الإسلامي، الذي خلق منافسة غير متوقعة يمكن أن تعيد تشكيل المشهد السياسي للديمقراطية الناشئة في تونس".
وأوضحت الصحيفة أن "الاستطلاعات العامة تشير إلى أن الوضع الاقتصادي في تونس، التي كانت نواة لثورات الربيع العربي، يشهد تدهورا ملحوظا، أدى بشكل من الأشكال إلى خروج المظاهرات المتكررة الساخطة على الوضع، إضافة إلى تغذيته لعزلة وعزوف الناس عن السياسة"، معتبرة أن" خيبة الأمل ساهمت في تطرف الشباب التونسي، إذ تشير تقارير إلى أن حوالي 30000 تونسي حاولوا أو نجحوا في الانضمام إلى تنظيم داعش، ويرغب الكثير منهم الآن في العودة للبلاد، خصوصا بعد دحر التنظيم".
وذكرت أن "العاصمة تونس لم تسلم من تفجيرات التنظيم، الذي أعلن مسؤوليته عن تفجيرين في شهر حزيران الماضي، نفذهما انتحاريان. وعلى الرغم من ذلك إلا أن التحول الديمقراطي في البلاد أثبت أنه أكثر مرونة من المتوقع. كما بعث توافد الناس سلميا للانتخابات الأمل بأن تونس ستحقق أول انتقال سلمي للرئاسة فيها بشكل ديمقراطي"، لافتة الى أن "تونس شهدت حدثا ديمقراطيا هو الأول من نوعة في بلد عربي، إذ بثت وسائل الإعلام أول مناظرة رئاسية بين المرشحين لانتخابات الرئاسة. وقد غاب عنها أحد أبرز المرشحين، وهو نبيل قروي الملقب بـ "برلسكوني تونس"، إذ يقبع في السجن بتهم التهرب الضريبي وغسيل الأموال".