رأى تجمع العلماء المسلمين أن "ما يحدث في هذه الأيام على مستوى الصراع في المنطقة والتداعيات الحاصلة على المستوى الدولي تبشر بالخير، وأن محور المقاومة بات في وضع أفضل بكثير مما كان عليه، فبعد أن فشل المستشار السابق للأمن القومي جون بولتون في تمرير خطته لضرب إيران، وبعد أن فشل أيضا في الإستفادة من العقوبات الجديدة عليها بفرض تركيعها واستسلامها، بل إنها وعلى العكس تماما، صمدت وصبرت وتجاوزت المحنة ومارست تصديا بطوليا، إن من خلال إسقاط المسَّيرة الأميركية التي تعتبرها فخر صناعتها، أو باسترجاع ناقلة النفط من الحجز البريطاني وإيصالها إلى هدفها الأول وإفراغ حمولتها".
وفي بيان له، اعتبر التجمع أن "كل ذلك، أدى إلى أن يفكر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بإعادة النظر في سياسته، من خلال إقصاء بولتون والسعي للدخول بمفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية برفع جزئي للعقوبات، وكان الرد الإيراني واضحا أن أي دعوة للمفاوضات لن تكون إلا بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل قرار ترامب الغبي بالخروج من الاتفاق النووي".
ومن جهة أخرى، لفت الى أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى باستجداء الأصوات، من خلال وعود كاذبة لا يستطيع تنفيذها، سواء بوعده بضم أجزاء من الضفة الغربية أو بإدخاله غور الأردن بكامله تحت سيادة كيانه، وهذا أمر لا يمكن تحقيقه، وهو إعلان عن فشل "صفقة القرن" سواء أكانت تتضمن هذه الأمور أم لا"، موضحاً أن "ما أعلن عن تركيز المبعوث الأميركي ديفيد شينكر على الوضع الأمني والتطورات الأخيرة على الحدود والصواريخ التي تملكها المقاومة، هو تأكيد لما ذهبنا إليه دائما من أن الولايات المتحدة الأميركية ليست وسيطا في هذا النزاع، بل هي طرف إلى جانب الكيان الصهيوني ويجب أن يكون الرد عليه، أن ما تمتلكه المقاومة هو وسائل دفاعية في وجه الاعتداءات الصهيونية وهو سلاح لن نتخلى عنه لأن به حماية لوطننا وتحقيق سيادتنا واستقلالنا".
وأشار الى أن "الموقف الذي أعلن عنه ألامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "من أن أي اعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيعتبر اعتداء على المحور بكامله، وأن حزب الله كجزء أساسي من محور المقاومة سيجد نفسه مضطرا للرد. هو موقف وطني على خلاف كل الأصوات الرافضة المنطلقة من الحضن الأميركي، لأن الحاصل اليوم هو إنقسام العالم إلى محورين، محور المقاومة ومحور الشر الصهيوأميركي"، معتبرا ان "ضرب إيران التي هي بمثابة الرأس في هذا المحور، هو ضرب لكل المحور، ويكون التدخل ساعتئذ نوع من أنواع الدفاع المشروع عن النفس والوطن".
كما رأت أن "إعلان نتنياهو نيته تهويد غور الأردن ومناطق واسعة من الضفة الغربية، هو إعلان خروجه من اتفاق "وادي عربة" و"أوسلو" بل هو إعلان حرب على الأردن والسلطة الفلسطينية، وسبق ذلك قيامه بضم الجولان رسميا للكيان الصهيوني، ما يفرض على الجامعة العربية الدعوة الى اجتماع طارئ على مستوى القمة للاعلان عن سحب المبادرة العربية وقطع كل أنواع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني وإعداد خطة للمواجهة في المرحلة المقبلة، والتي نعتقد أن العودة إلى خيار الكفاح المسلح هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والعودة للاءات جمال عبد الناصر لا صلح، لا تفاوض، ولا إعتراف".
واستنكر "قيام الطيران الحربي الصهيوني بقصف موقع للمقاومة في بيت لاهيا في قطاع غزة، ونعتبره استمرارا للنهج التدميري لبنيامين نتنياهو الساعي الى إسترضاء الشارع الصهيوني، خصوصا بعد أن تحول إلى مادة للتندر والاستهزاء بعد هربه مذعورا من أحد مهرجاناته الانتخابية، ليعطي صورة واضحة عن الصهيوني الذي هو أحرص الناس على الدنيا والذي يخاف الموت ولا يقاتل إلا من وراء جدر".