أكد السيد علي فضل الله أنه "كلّ سنة نلتقي في هذه الذكرى لنعيش آفاقها ومعانيها، ولنزداد وعياً ومسؤوليةً، ولكي نؤكّد أنَّ منطق الحسين، حاضر في واقعنا ومجتمعنا وحركتنا وفي وجدان الأمة وعنفوانها، وهو الذي يحفّزنا حتى نحيا بكرامة وعزة، ونواجه التحدّيات والصعوبات، وننفتح على كلّ قضايا الحياة وعلى الإنسان كلّ إنسان".
في كلمة في الاحتفال العاشورائي الذي أقيم في حسينية مركز أهل البيت في سرعين التحتا في البقاع، أوضح فضل الله أنه "هكذا نفهم الحسين الَّذي انطلق من أجل الإنسان الَّذي كان يعاني من الفساد والتسلّط وسوء توزيع الثّروات ويتحمَّل المشقات، فأراد له أن يكون فاعلاً ومؤثراً ليصنع حياة ملؤها العدالة والصَّلاح. إنَّ الحسين عبر عن كلّ الرسالات السماوية التي جاءت لتصلح الواقع نحو الأفضل".
وأشار الى أن "حضورنا ليس تأدية واجب ينتهي مع انتهاء عاشوراء، حيث يعود كلّ منا إلى حساباته وقضاياه الخاصّة، ويضع الحسين جانباً إلى السنة المقبلة حتى يستذكره، بل نحن هنا لنؤكّد ولاءنا وإخلاصنا وثباتنا على منطق الحسين قولاً وفعلاً وسلوكاً، من خلال الثبات على مواجهة الباطل ونصرة المظلوم".
ولفت الى "أننا نعاهد الحسين بأن لا نخذله أو نتركه أو نكون مثل هؤلاء الَّذين باعوا ضمائرهم ومجتمعهم من أجل مصالحهم ومكتسباتهم الخاصَّة، أو من أجل موقع هنا أو منصب هناك، أو نكون كالَّذين يميلون مع أهوائهم ومصالحهم".
وأكد أنه "كان الحسين يريد الأمة الواعية الناضجة التي تفكّر بمسؤوليّة، ويكون قرارها حرا بعيدا عن الارتهان، وتؤمن بالحرية والعدالة لجميع أبنائها"، مشيراً إلى أنَّ الحسين يريد أن يأخذ كلّ واحد منا دوره في هذا المجتمع، من خلال محاربة كلّ ألوان الجهل والتخلّف والتعصّب والفساد، والوقوف في وجه كلّ من يسعى إلى إثارة الفتن والانقسامات داخل المجتمع".
وشدد على أنه "إذا كانت الدَّولة مقصّرة في مسؤولياتها تجاه هذه المنطقة، فمسؤوليّتنا أن لا نتخلّى عنها"، داعياً إلى "تضافر الجهود بين أبناء هذا المجتمع المتنوّع، الذي يمثّل أنموذجاً في التعايش والتلاقي من أجل رفع هذا الغبن والحرمان".
وأشار إلى "أننا عندما تعاونّا وتضامنّا استطعنا أن نواجه العدو الخارجيّ وننتصر عليه"، داعياً إلى "تضافر الجهود من أجل مواجهة العدو الداخليّ الّذي يتمثّل بالفقر وعدم قدرة الإنسان على العيش بكرامة وعزة".