يأتي عيد رفع الصليب الكريم المحيي في الرابع عشر من شهر أيلول من كلّ عام.
وله عيد في اليوم الأوّل من شهر آب مرتبط بتطواف مهيب للصليب حصل في القسطنطينيّة عام ٦٤١م.
كما أن الأحد الثالث من الصوم الأربعيني المقدّس هو أحد السجود للصليب الكريم المحيي وذلك لتشديد المؤمنين في وسط زمن الصوم.
الصليب
الصليب المقدس من العلامات التي يعتز بها المؤمن المسيحي، ويتجلى ذلك في حياته اليومية فنراه يرسم علامة الصليب في كل وقت كان، في الأفراح والأحزان والآلام.
في عيد رفع الصليب الكريم المحيي تصل الرحلة الأربعينيّة التي بدأت في عيد التجلّي إلى نهايتها. وكانت الكنيسة قد بدأت بترتيل كطافاسيّات الصليب من يومها.
محبّة الله للبشر الذي تجسّد وصار إنسانًا تجلّت بملئها على الصليب.
أيقونة رفع الصليب
إن أهمية الصليب لا تكمن في كونه عارضتين خشبيتين بل لأنه يحمل صفة شخصية ملازمة للمسيح يسوع كما يعرّفه الملاك لمريم المجدلية "اني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب" (متى٥:٢٨)، وكما يكرز به بولس الرسول: "نحن نكرز بالمسيح مصلوباً" (١كورنثوس ٢٣:١).
هناك أيقونتان رُسمتا دلالة على الحدث المقدس:
†نعاين الصليب مرفوعاً وعن يمينه ويساره القديسان قسطنطين وهيلانة فهما مَن سعيا لاسترجاع عود الصليب المكرّم.
†أيقونة يرفع فيها البطريرك مكاريوس الصليب، ونجد وراء الصليب وحوله رؤساء الكهنة والكهنة والشعب المقدس لله يحتفل بهذا اليوم العظيم يوم ظهور الصليب المكرم مرفوعاً لخلاص البشر. كما نشاهد في هذه الأيقونة الإمبراطورة هيلانة القدّيسة.
فرح الكنيسة بهذا اليوم هو فرح محبة الله لنا وتعلقنا نحن به.
"فحينما نرفع نظرنا الى الصلبوت الموجود فوق الأيقونسطاس (حامل الأيقونات الذي يفصل الهيكل عن صحن الكنيسة) نذكر مقدار الحب الذي أحبّنا به مخلّصنا لكيلا يهلك كل مَن يؤمن به.
"أينما وُجد الصليب وُجدت المحبة، لأنه هو علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزي والعار والألم" (القديس يوحنا كرونشتادت).