لفت بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي خلال ترؤسه القداس الإلهي في دير مار يعقوب الفارسي المقطع - دده الكورة لمناسبة عيد رفع الصليب إلى "أهمية الصليب في حياة الرهبنة"، مشيراً إلى "إنني أجد نفسي عاجزا عن التعبير عما يختلج في داخلي من مشاعر تجاه هذا الدير الشريف المقدس، وإذا أردت أن أتحدث عنه فالكلام يطول، لأن الكلام يتدفق لا سيما ان القداس الإلهي يتزامن وذكرى رفع الصليب، وتحديدا في اليوم الثاني الذي يلي عيد الصليب".
وأشار إلى أنه "للدير أهمية كبيرة في كنيستنا المسيحية عامة، والكنيسة الأرثوذكسية خاصة، أهميته توازي أهمية الصلاة في حياتنا كمسيحيين، لأن الرهبنة تلتصق مباشرة بالصليب، الصليب الذي يحمله الرهبان والراهبات في حياتهم، ويتركون عائلاتهم ويكرسون حياتهم للرب"، لافتاً إلى أن "الراهب الحقيقي هو أن يجذب إليه من يجالسه، ليشع المسيح القائم من بين الأموات في حياة الرهبنة، وهذا هو حال دير مار يعقوب - دده، حياة الدير فيه هي حياة صلاة، نسك، تعب، عمل متواصل وبصمت دائم، تخل عن العالم الخارجي بالرغم من أن من يعيش فيه هم أشخاص من هذا العالم، ولكنهم في الوقت نفسه ليسوا من العالم نفسه، لأن كل واحدة من الراهبات أتت الى هذا الدير من أجل حبها وعشقها للمسيح من جهة، ولأنها تؤمن أن ما من شيء يقوينا في هذه الحياة إلا الصلاة من جهة ثانية".
وشدد على "أهمية الحياة بالمسيح يسوع تكمن في أن نرفع الصليب الذي هو صدر الخلاص وينبوع للحياة الأبدية، وبمقابل الصليب هناك الموت المؤلم الذي يوجب علينا أن نموت عن الخطيئة لنقوم من بين الأموات"، مؤكداً "ضرورة أن يعود كل إنسان إلى نفسه"، واصفا الأديرة بـ"المستشفيات الروحية".