أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن استغرابه "اللهجة الّتي استخدمها السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى، في التعامل مع ردود الفعل على ظهور العميل عامر الفاخوري في أحد استقبالات السفارة اللبنانية"، مشدّدًا على أنّ "السفارة اللبنانية في واشنطن يجب أن تكون مفتوحة أمام الجميع، إلّا العملاء. هذا أمر لا يمكن التساهل فيه".
ونبّه، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، من أنّ "هناك منحى، على ما يبدو، لتنظيف ملفات عشرات العملاء الآخرين"، محذِّرًا من "خطورة أيّ محاولة من هذا النوع"، مركّزًا على "أنّه لا يمكن القبول بها". وأكّد أنّ "حركة أمل" لن تتهاون بتاتًا في مواجهة محاولات تسلّل العملاء إلى لبنان، ولن تقبل منحهم أيّ تسهيلات أو أسبابًا تخفيفيّة"، لافتًا إلى أنّ "الإمام السيد موسى الصدر كان يشدّد في أدبيّاته على ضرورة عدم إزالة الحاجز النفسي مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي نحن لن نسمح بإزالة هذا الحاجز تحت أيّ شعار ومهما كانت الذريعة".
وأوضح بري أنّه يصدّق بيان قيادة الجيش اللبناني الّذي شرح ملابسات الصورة الّتي جمعت قائد الجيش العماد جوزيف عون مع الفاخوري في السفارة اللبنانية في العاصمة الأميركية، ونفى وجود أيّ معرفة مسبقة بينهما، "لأنّه يحصل في المناسبات العامة التقاط كثير من الصور بشكل تلقائي".
وروى ما حصل معه أثناء بعض زياراته للخارج وكيف استطاع الإفلات من "الفخّ الإسرائيلي" في أكثر من مكان، مشيرًا إلى أنّ "خلال إحدى حكومات رئيس الوزراء الراحل رشيد كرامي، رافقته مرّة بصفتي الوزاريّة إلى اجتماعات هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، وكانت إقامتنا في فندق مطلّ مباشرة على مقرّ المنظمة الدولية. وحصل أن زارنا في الفندق وزير الخارجية الجزائرية في حينه أحمد طالب الابراهيمي، حيث اجتمعنا به في جناح كرامي". ونوّه إلى أنّ "بعد اللقاء، رافق كرامي الوزير الجزائري إلى الباب، بينما رافقته أنا حتّى المصعد من ثمّ نزلنا سويًّا إلى البهو، لأنّني كنت أرغب في أن أتمشى قليلًا".
وذكر أنّ "عند وصولنا إلى البهو، جمعتنا المصادفة ببعض الشخصيّات المشاركة في ملتقى الأمم المتحدة، ومن بينها الأمين العام للجامعة العربية في تلك الحقبة الشاذلي القليبي، فصرنا نتبادل أطراف الحديث وقوفًا، قبل أن يقترب منّا شخص ويباشر في مصافحة الحاضرين. وعندما وصل إلى القليبي سأله الأخير عن هويّته، فأبلغ إليه أنّه دبلوماسي إسرائيلي". ولفت إلى أنّ "عندها، نفض القليبي يده من يد المتسلّل الإسرائيلي كأنّ صعقة كهربائيّة مسّت بها، أمّا أنا فلم أستطع أن أتمالك نفسي، إذ قفزت بكلّ قوّتي إلى الأمام مدفوعًا بطاقة استثنائيّة شعرت بها فجأة، حتّى أصبحت في لحظة أمام باب المصعد، عائدًا إلى غرفتي". وأفاد بأنّ "لاحقًا، عندما أخبرت كرامي بما جرى معي، ضحك وقال لي: "الحق عليك. بتضلّك طالع نازل".
كما لاحظ بري "كيف أنّ مجرّد الالتقاء بالإسرائيلي، ولو مصادفة، كان غير مقبول في تلك المرحلة، أمّا اليوم فصار التطبيع بالنسبة إلى بعض العرب عاديًّا. ويا للأسف".