اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ضرورة العودة لحمل شعار القضية الاساسية والجوهرية وهي قضية فلسطين، داعياً الى التنبه للمخطط الاسرائيلي الذي يهدف الى فرض الحلول على الدول العربية عبر "صفقة القرن" لاسيما وان اسرائيل ترى ان الظروف مؤاتية لتحقيق مبتغاها في ظل التشرذم القائم بين الدول العربية".
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم رئيس الهيئة التنفيذية في رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية اللواء عثمان عثمان مع وفد من المشاركين في مؤتمر الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب الذي بدأ اعمال دورة جمعيته العمومية الـ28 اليوم في بيروت.
وأمل الرئيس عون ان يكون النجاح عنوان المؤتمر الذي بدأ اعماله اليوم في بيروت لان موضوعه يمسّ كل شخص يشارك فيه. وتوجه الى أعضاء الوفد بالقول:"الاهم هو أن تلتقوا، فالحرب أفقدتنا الملايين، لاسيما في الفترة الحالية حيث مختلف الدول العربية تتنافر في ما بينها، في ظل صراع النفوذ بين الدول العظمى على المنطقة، ونحن نحصد تداعيات هذا الصراع من جوع ومآس ومعاناة وحروب وارهاب، في مقابل المخطط الاسرائيلي الهادف الى تحقيق ما يسمى بـ"صفقة القرن"، لأن اسرائيل ترى ان الفرصة مؤاتية في هذه الظروف لتحقيق مبتغاها في ظل التشتت والانقسام العربي."
ورأى الرئيس عون، "ان محاولة فرض الحلول علينا يجب ان توقظ الجميع للعودة الى القضية الاساسية. لأنه في حال حصل غير ذلك، لا نعلم ما هي النهاية التي سنصل اليها ولكن من المؤكد أنها ستكون صعبة جداً. فضم المزيد من الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل اصبح من الوسائل الاساسية التي تستعمل في السباق الانتخابي الاسرائيلي. لذلك علينا اليوم العودة لحمل شعار فلسطين، شعار القضية الاساسية، ولنصغي الى صوت العقل والقلب، خصوصاً أن اسرائيل لا تعمل فقط على مستوى افراد، بل على مستوى شعوب، بهدف بث التفرقة بينها".
من جهة اخرى، اعتبر الرئيس عون ان تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة مساء اليوم في نيويورك، لطلب لبنان انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" مركزها في بيروت، هو حدث تاريخي وانجاز يسجّل لوطن التعددية والعيش المشترك بهدف ارساء ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب المختلفة. واكد رئيس الجمهورية ان ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد على رغم وجود اختلافات في الرأي السياسي، الا ان هذه التعددية في الآراء دليل ديمقراطية.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفداً طلابياً من جامعة Stanford Graduate School of Business في الولايات المتحدة الاميركية، ضم نحو 70 طالبا من جنسيات مختلفة، يزورون لبنان للاطلاع على معالمه الحضارية والسياحية، وقد حاوروا رئيس الجمهورية في الاوضاع العامة ودور لبنان في محيطه والعالم، ورؤية الرئيس عون لمستقبل لبنان.
وبعدما تحدث الرئيس عون عن اهمية انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" ودعم الجمعية العمومية للامم المتحدة لانشائها لفت الى "ان فشل مؤسسات المجتمع الدولي، من عصبة الامم الى الامم المتحدة ادى الى سيطرة سياسة القوي الذي يأكل الضعيف. فسقطت قواعد تحديد واحترام حقوق الضعفاء من الشعوب وبقي السلام حبراً على ورق واندلعت الحروب في العالم". واكد ان الشرق الاوسط شهد عدة حروب جراء تنافس القوى العظمى للسيطرة على الدول الصغرى، مشدداً على أن "من واجباتنا كبلد رسالة ان نغيّر سلوك البشر السلبي عبر تعليم وتعميم ثقافة الحوار والتقارب لنبذ التعصّب والتطرف، وهذه هي رسالة وهدف هذه الاكاديمية التي نطمح الى إنشائها في لبنان".
الى ذلك، كانت العلاقات اللبنانية- الاسترالية محور بحث بين الرئيس عون والرئيس السابق لحكومة ولاية فكتوريا الاسترالية السيد ستيف براكس الذي يتحدر من اصل لبناني، والذي زار قصر بعبدا يرافقه نائبه جون تويتس John Thwaites ورئيس غرفة التجارة اللبنانية – الاسترالية في ولاية فكتوريا القنصل الفخري للبنان السيد فادي الزوقي والسيد كريستوفر شيروود.
ورحب الرئيس عون بالرئيس براكس المتحدر من زحلة والوفد المرافق، مؤكدا على متانة العلاقات بين لبنان واستراليا والحرص على تعزيزها، لافتا الى ان العمل من اجل تسهيل سفر الاستراليين والمتحدرين من اصل لبناني الى لبنان من خلال اقامة خط مباشر لطيران الشرق الاوسط بين سيدني وبيروت، مع الاشارة الى ان الخط الجوي بين بيروت ومدريد الذي استحدث قبل عامين تقريبا يشهد حركة اقبال كثيفة من اللبنانيين في دول اميركا اللاتينية.