لفت رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى الفوعاني خلال احياء الحركة اقليم البقاع ذكرى شهداء بلدة رسم الحدث إلى "إننا اليوم نحيي ذكرى الشهداء الذين صنعوا العزة والكرامة وقد رسموا حدود الوطن المترامي الأطراف على حدود الدنيا وتألقوا انتصارات وتحريرا"، مشيراً إلى أن "الوطن بحاجة اليوم، لأن يستحضر شهداءه لانهم رمز عزته وكرامته، ونحن ننعم بعزتنا بين الدول والامم لأننا ننتمي إلى وطن فيه شهداء وفيه جرحى، هؤلاء الشهداء الذين مضوا ليبقى لنا وطن ولنطمئن على مستقبل الأبناء".
وتطرق إلى "مراحل تأسيس المقاومة على يد الامام السيد موسى الصدر"، قائلا "لقد أنشأ مقاومة قبل أن تحتل الأرض لأنه كان يستشعر الخطر والاطماع الإسرائيلية بأرضنا وثرواتنا، ولذلك دعا كل شباب لبنان إلى التدريب لأن المواجهة مع هذا العدو حاصلة لا محالة ولأن اسرائيل عدو وشر مطلق والتعامل معها حرام، والسعي لتبقى اسرائيل العدو كي لا يسقط الحاجز الوجودي في صراعنا الايديولوجي معها".
وأشار إلى أنه "عندما بدأت اسرائيل باحتلال لبنان وباجتياحها الأول عام 1978، كان صوت الإمام الصدر يصدح في هذا الوطن إذا احتلت اسرائيل وطني سأخلع ردائي واصبح فدائيا. وها هي المقاومة استطاعت أن توقف زحف اسرائيل عام 1982 عندما وقف ثلة من المجاهدين من أبناء حركة أمل وتصدوا للعدو الاسرائيلي وواجهوا القبضة الحديدية بالقبضة الحسينية وأوقفوا الزحف الاسرائيلي وسقط للعدو قتلى أكثر بكثير مما سقط له في مواجهات مع الدول العربية عام 1967، كانت بارقة أمل عام 1982 أن أبناء الامام موسى الصدر في أفواج المقاومة اللبنانية يرسلون إلى العالم أن اسطورة اسرائيل التي يقال عنها لا تهزم ها هي تتمرغ تحت اقدام المجاهدين وعام 2000 خرجت اسرائيل مدحورة وعام 2006 أثبتت المقاومة انها القدر الوحيد الذي انتصر مجددا"، لافتاً إلى انه "بالوحدة الوطنية التي هي أفضل سلاح في مواجهة العدو الاسرائيلي انتصرنا وكان الانتصار تلو الانتصار، ولذلك تسعى اسرائيل دائما إلى استجرار الفتنة إلى مجتمعاتنا وأرادوا من الوجه الآخر لاسرائيل، الارهاب التكفيري، أن يكون هناك استجرار لفتنة مذهبية وطائفية على امتداد عالمنا العربي، وإذا بما يسمى بإسلام الفوبيا يشوه معنى الإسلام القرآني، الذي هو منهج حياة وسياسة حوار كما رآه الإمام القائد السيد موسى الصدر".
وأضاف "لقد آمنت حركة أمل بالوحدة بين العرب وهذا ما عبر عنه الأخ الرئيس نبيه بري عندما زار كل الدول العربية، ولا سيما عندما كان في العراق وبعدها في أكثر من مؤتمر عربي وإسلامي دعا إلى الوحدة الداخلية بين العرب وإلى توجيه البوصلة باتجاهها الصحيح نحو القضية الأساس والمركزية قضية فلسطين والقدس الشريف كي تبقى اسرائيل هي العدو وإسقاط ما يسمى بصفقة القرن"، مشيراً إلى أن "ما حصل أخيرا من اعتداء واستباحة في الضاحية الجنوبية أو استباحة لأرضنا ومائنا وكل ما يتعلق بثرواتنا، سيواجه بالمقاومة والوحدة الداخلية الوطنية".
وتابع "التنسيق التام بين الأخوة في حزب الله وحركة أمل، هذا الثنائي الوطني، وليس ثنائيا طائفيا أو مناطقيا، إنما يسعى دائما إلى تعزيز الروح الوطنية بين أبناء هذا الوطن، وهم الذين ومنذ اللحظة الاولى تنبهوا إلى ضرورة إجراء مصالحات ومصارحات وإلى تذليل كل الصعوبات وليس آخره ما حصل بين الأخوة في "حزب الله "والرفقاء في الحزب التقدمي الاشتراكي عندما تمت المصالحة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وبعده حصل اتفاق في لبنان برعاية فخامة رئيس الجمهورية على ضرورة تجاوز المخاطر الاقتصادية، وهذا دليل آخر على أن اللبنانيين يتوحدون عندما يناقشون أمورهم التفصيلية وعندما يجلسون إلى طاولة حوار حتى تحدثوا في همومهم الاقتصادية".
وأشار إلى أنه "عندما تقدمنا بمشروع يتعلق بإنشاء مجلس إنمائي لمنطقة بعلبك الهرمل والبقاع ولمنطقة عكار والشمال، لم نكن ننظر نظرة طائفية أو مناطقية، لأننا نؤمن بإنسان هذا الوطن بحريته وكرامته وأصالته، وهذه المجالس الإنمائية ترفع من شأن الانسان وتعزز وجوده".
وعن ملف العفو العام، أكد أن "منطقة بعلبك الهرمل ليست خارجة على القانون بل الدولة تخلت عنها، وهذه المنطقة قدمت آلاف الشهداء ضد العدو الاسرائيلي وفي مواجهة الارهاب التكفيري، من أجل الحفاظ على لبنان وبقاء هذا الوطن والدولة، هي المطلوبة بموجب آلاف مذكرات الإهمال والتخلي عن دور الرعاية"، مشيراً إلى أن "هناك ملفات كثيرة ليس آخرها ما يتعلق بملف العميل الفاخوري، نحن ومنذ اللحظة الأولى كنا مؤمنين بأن هذا العميل في عمالته مع العدو الاسرائيلي هو أكثر صهيونية من العدو نفسه، لأنه باع وطنه وأبناء جلدته، ويجب أن يقدم إلى المحاكمة ونحن نؤمن بضرورة أن تنزل أشد انواع الأحكام بحق هؤلاء الخونة".